كان جوليان يسيطر على منطقة ما سمّي فيما بعد بمضيق جبل طارق أي سبتة ومليلة الآن ويبدو أن موسى بن نصير كما تذهب بعض الدراسات التاريخية حاول السيطرة على هذه المنطقة لكنه لم يستطع لصعوبة مسالكها والقوّة العسكرية المهولة لجوليان التي كان يستمدّها من دعم الإسبان له الذين كانوا يدعمونه باعتبار حمايته لمصالحهم الإستراتيجية في المنطقة. ويختلف المؤرّخون في هويّة جوليان فهناك من المؤرّخين من يذكر أنّه مسيحي من إفريقية ويرى ابن خلدون أنّه مسيحيا من البربر وسمّاه عدد من المؤرّخين منهم المراّكشي ب«الرّومي»وهناك من يرى أنّه من القوط الذين كانوا يحكمون إسبانيا وفي كل الحالات كان جوليان هو الحاكم الفعلي لهذه المنطقة التي تفصل بين المغرب العربي المعروف بإفريقية وإسبانيا شمال المتوسط وقد أدرك موسى بن نصير بأنّه لا مفرّ من إيجاد صيغة للوفاق مع الحاكم جوليان. ويبدو أن الإتّفاق تمّ على أن يواصل جوليان حكمه للمنطقة مع إعترافه بنفوذ وسلطة العرب المسلمين الوافدين الجدد على المنطفة. ويذهب بعض المؤرّخين أنّ جوليان وجد في وصول العرب الى المنطقة أفضل وسيلة للإنتقام من حكّام إسبانيا الذين تخلّوا عنه وإنقطعوا عن دعمه بالمال والعتاد مقابل قيامه بحماية حدودهم الجنوبية فأراد الإنتقام منهم بالتحالف مع العرب المسلمين الذين وجدوا في جوليان أيضا خير دليل لإكتشاف ما وراء البحر خاصة أنّهم لا يملكون أيّة معطيات دقيقة عن هذه المنطقة البعيدة عن مركز الحكم سواء في القيروان أو دمشق. وبعد الإتّفاق مع جوليان أصبح المغرب العربي كاملا تحت سيطرة موسى بن نصير بما فيه منطقة المضيق وطنجة وهي المناطق التي نجح طارق بن زياد في إخضاعها الى الحكم العربي الإسلامي وهكذا إستطاع موسى بن نصير وقائده طارق بن زياد تجنيد عدد كبير من قبائل البربر في الجيش الذي افتتح إسبانيا.