من بين المعالم التي ماتزال منتصبة الى اليوم بمدينة بنزرت ولاسيما بالاحياء القديمة منها: «مسجد سيدي عنان» والذي ينسب كما اتفق على ذلك الباحثون في علم التراث الى أحد فقهاء المدينة وعبادها وبأنه مثل منارة للعلم والمعرفة لدى الناشئة من أبناء جهة بنزرت وفي هذا الصدد يشير الباحث: «رشيد الذوادي» في مؤلفه «هذه بنزرت» بالصفحة 112 113 الى أن هذا المسجد كان عبارة عن مدرسة دينية كبرى ساهمت في دعم العقيدة الدينية ببنزرت ونشر الفضيلة فيها. و«سيدي عنان» كما جاء في بعض الدراسات هو من الفقهاء والصالحين الذين سكنوا مدينة بنزرت وهو أصيل مدينة »جيجل» الجزائرية. ويفيد المؤرخ: «رشيد الذوادي» في ذات المرجع المذكور آنفا أنه قد قدم الى بنزرت منذ عام 1500م قبيل هجوم القوات العثمانية عليها بقيادة خير الدين بربروس في عهد السلطان العثماني العاشر سليمان القانوني... وقد دفن هذا المتعبّد الذي قدم الى بنزرت منذ 180 عاما بهذا المسجد الشهير. معلم هام ويمثل هذا المسجد فضاء مفتوحا للناشئة وسكان بنزرت للتعلم والعبادة الى اليوم... ويتميز من حيث البناء بخصوصيات فنية أندلسية بوأته ليتصدر المعالم التاريخية الكبرى بالجهة على مر العصور...