٭ المنستير مكتب الساحل «الشروق»: معطى هيكلي من الوزن الثقيل جدا طرأ على المشهد التجاري في أسواقنا في شهر الصيام مقارنة بالسنوات السابقة فهذه هي المرة الاولى التي تحرر فيها أسعار مواد غذائية كثيرة على غرار اللحوم والخضر وبضائع شتى كانت في زمن قريب في مدار المسعر... من هذا المنطلق تبدو متابعة الوضع الجديد في الاسواق ذات قيمة خاصة. «الشروق» واكبت عن كثب طيلة أيام النصف الاول من الشهر المعظم حالة السوق في عدد من مدن ولاية المنستير وقراها ووقفت على مجموعة من الحقائق. حقيقة أولى تأكدت وهي أن هيستيريا الاقبال المفرط على شراء المواد الغذائية من خضر وغلال ولحوم وأسماك ومياه ومشروبات... لم تتجاوز الفترة الاولى من شهر الصيام وتحديدا الايام السابقة لحلوله والثلاثة أيام الاولى منه حيث غصت الاسواق والمحلات التجارية بخلق الله ولوحظت لهفة على الشراء فارتفعت الاسعار بمئات المليمات في الخضر والغلال وبحوالي الدينار في كلغ اللحم وبمبالغ مشطة في الأسماك. بعد مضي الأيام الاولى عادت جل الاسعار الى مستوياتها العادية ما عدا أسوام اللحوم وأنواع السمك الرفيع تحديدا اذ اصبح من المتواتر أن ترى أجرة يوم لعاملين أو موظفين من ذوي الدخل المتوسط ثمنا للكلغ الواحد من سمك القاروص أو الوراطة أو التريليا أو ما شابه ذلك...!!! أسعار خيالية عللها بعض العارفين بندرة العرض نسبيا مقابل وجود عدد كبير من المواطنين المقيمين والمغتربين والمهاجرين والسياح في هذا الفصل من السنة بيننا ممن لا يرهبهم شطط الاسعار... واذا استثنينا هذا يمكن اعتبار أن الاسعار بقيت على حالتها العادية في أسواق ولاية المنستير رغم تحريرها ويمكن التأكيد أن الكميات المعروضة من السلع الغذائية تتجاوز الطلب. مصادر مطلعة من أجهزة المراقبة الاقتصادية ذكرت ل«الشروق» أن عدد المخالفات المسجلة الى حد النصف الاول من الشهر المعظم قد شهدت تراجعا ملحوظا مقارنة بالسنوات السابقة وأن الامر يعود الى تحرير الاسعار الذي يؤدي منطقيا الى لا منطقية الاحتكار كما يؤدي توفر العرض الى توازن السفر. نفس المصادر أضافت أن نسبة 90% من المخالفات التي سجلت الى حد الآن تقريبا ناتجة عن عدم اشهار الاسوام وعدم الاستظهار بالفواتير والطريف أن بعض التجار يرتكب ذلك بسبب عدم علمهم بأن أسعار العديد من المواد محررة ويقعون اذن في مخالفات مضحكة لا موجب لها!!! عموما بدا لنا من خلال المعاينة المباشرة واستئناسا بآراء المواكبين لحركة الاسواق في ولاية المنستير أن الحالة التجارية العامة في الجهة قد كسبت هذه الجولة الرمضانية المتقدمة في مسار تحرير جل أسعار المواد الغذائية رغم وجود بعض الهنات في سوق اللحوم والسمك تحديدا هذا الذي مازال يمارس هواية الطيران وينغص على الناس راحتهم.