مرّة أخرى يصنع الشيخ جون ماري لوبان الحدث بواسطة لقطة من شريط وثائقيّ بثّته فضائيّة مجلس الشيوخ الفرنسيّة في شهر أفريل 2010، وعاد إلى الظهور هذه الأيّام! في هذه اللقطة قال الشيخ إنّه اشترى منزلاً في الريف حتى يتيح لأبنائه «رؤية البقر عوضًا عن رؤية العرب»! وهو قول بقريّ لا خوار عليه! صادر عن ثوْرٍ في عنفوان شيخوخته! ولعلّه أراد لعُجوله أن يقعوا على أمثالهم مثلما أنّ الطيور على أمثالها تقع! المشكلة أنّ هذا الكلام أثار خوار البعض ممّن يعامل بني جلدته معاملة البقر ثمّ يرفض من يفضّل البقر عليهم! كما أنّ نائب لوبان اضطرّ إلى إقناعنا بأنّ الأمر ليس سوى «مزحة»، وأنّ موقف «عَرْفِهِ» من حرب العراق وموقفه من القضيّة الفلسطينيّة يدلاّن على «احترامه» للعرب! طبعًا... نسي السيد غولنيش الاعتراف بأنّ مزحة «عَرْفِهِ» ثقيلة كصاحبها! وأنّ معارضتَهُ حربَ العراق ودفاعه عن الفلسطينيّين ليس «احترامًا»، بل هو خوفٌ من أن يزداد المهاجرون عددًا! ودفاع عن حقّ كلّ بقرة في زريبتها! ولعلّ مثل هذا الخوار لا يترك لنا غير القول: ليس العيب في البقرة التي ترفع عقيرتها بالغناء، العيب في الثور الذي يقول لها آه!!