شهد مقر الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير عشية السبت الماضي تظاهرة ضخمة بمناسبة احياء الذكرى الستين لنكبة فلسطين حضرها عدد كبير من الاطارات النقابية من الجهة ومن خارجها والأستاذ خالد السفياني الأمين العام للمؤتمر القومي العربي ونشطتها فرقة الكرامة للموسيقى الملتزمة التي افتتحت التظاهرة بمقطوعات من انتاجاتها لتفسح المجال إلى الأخ عبد الكريم بني عضو الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير المكلّف بالنظام الداخلي والذي تلا بيان الاتحاد الجهوي بالمناسبة. العمق القومي اثر ذلك فسح المجال للأستاذ خالد السفياني الذي قدّم مداخلة قيمة اختصر فيها مفهوم المقاومة في الدفاع عن العرض والأرض بكل الوسائل المتاحة وأولها القراءة الجادة والمسؤولة لهذه الدروس النازلة من السّماء والنابعة من الأرض المحروقة والتي مفادها أنّ لا صوت يعلو على صوت المقاومة وليس أبلغ ممّا حدث في لبنان 2006 ويحدث اليوم في العراق. الأستاذ السفياني أشار بالبنان بل نبّه إلى ركائز المشروع الصهيو/أمريكي وهي اقناعنا بقلب كل المفاهيم المتعارف عليها انسانيا وسياسيا وأخلاقيا... على غرار اقناعنا بأنّ حماس والجهاد وغيرهما حركات ارهابية وعلينا أن نبدي حسن نيّتنا ونثبت بأنّنا لسنا ارهابيين بتجريم وضرب هذه المقاومة، وفي المقابل مطلوب منّا أن نتفهّم حدّ «التّباكي» أنّ العصابات الصهيونية أناس مسالمون طيّبون ومهدّدون في وجودهم وماهم الاّ في حالة دفاع عن النفس عندما اغتالوا عرفات وقبله الشيخ ياسين وأبو علي مصطفى وغيرهم كثير وهو ما يشرع لهم غلق المعابر واعدام مليون ونصف فلسطيني في غزة والضفة... الأُسوة الحسنة وعلى ذكر غزة أشار السيد السفياني إلى تلك الصواريخ الغزاوية التي على «صغرها» هزّت المشروع الصهيوني برمته ودكت العقلية الارهابية للشيخ بوش وجماعته... وعليه يقول الأستاذ السفياني بل يقسم أنّ الأمريكان والصهاينة في أسوأ حالاتهم يترنحون اليوم أكثر من أي وقت مضى ولكن بعض الحقن ومنها النظام العربي الرسمي تمدّ قليلا في أنفاسهم، ذلك أنّ النظام الرسمي بدأ يتوب إلى رشده بعد أن بان بالمفضوح أنّ الاستقواء بالأجنبي حتى لو كان أمريكا بوش لا ينفع بقدر ما ينفع الانحياز للشعوب وللأمة ولنا في التاريخ عبر ومنها الجزائر التي دفعت مهر الانعتاق ملايين الأعناق وانهار دم غرق فيها بل جرفت شارل ديغول في ستّينيات القرن الماضي... نكْرَهُ أنْ نكْرهَ!! الأستاذ السفياني خلص في مداخلته إلى أنّنا أمة لا نكره أحدا ولكنّنا مجيرون على ذلك.. نكره من يريد لنا الموت والفناء أو الذلّ والمهانة،، والأوليين أشرف وبالتالي فعلينا أن لا نستحي أو نخجل من المناداة والحلم والايمان بزوال اسرائيل عنوان الارهاب والجريمة... الورثة السيد السفياني ختم مداخلته بالدعوة الى عدم الاستبشار بزوال «بوش» في ظل اطلالات ورثته من أوباما إلى موفاز وما بينهما من ساركوزات!». حضور لافت أكثر ما شدّ الانتباه في هذه «الاحتفالية» ذاك الحضور المتميز والكبير لنقابيي جهة سوسة الذين أثروا الأمسية بحضورهم وكذلك بتدخلاتهم المتميزة على غرار الأخوين صالح شعيب ورضا الأسود تكاملا في تدخلهما مع الاخوين سالم الحداد وعبد المجيد العايب من خلال الدعوة الصريحة إلى اللعب كل الأوراق لنزع ورقة التوت عن الأوغاد ومشتقاتهم من عملاء وخونة وغيرهم.