ما أسعد البقر في السويد هذه الأيّام! والسبب خبر تداولته أجهزة الإعلام، مفادهُ أنّ شركة دولافال السويديّة اخترعت آلة تقوم بتمسيد البقرة وتنشيط حركتها الدمويّة، ممّا يجعل مردودها من الحليب يزداد بمقدار 3,5 بالمائة! الخبر مفرح حقًّا من وجهة النظر البقريّة! خاصّة بالمقارنة مع أخبار مالينخوليا الحروب وروماتيزم المفاوضات وأنفلونزا الطيور وجنون البقر! والرجاء كلّ الرجاء أن تسري العدوى إلى البقر في البلاد العربيّة! والحقّ أنّ البقرة العربيّة محتاجة إلى من ينصفها ويردّ لها اعتبارها! فهي لم تسلم حتى من ألسنة الشعراء! ومن بين الأمثلة قول ابن حجّاج: «عليَّ نحتُ القوافي من معادنها / وما عليَّ إذا لم تفهم البقرُ.. » عيب يا ابن حجّاج! عيب أن تظلّ بقرةُ بني عمّك مأكولة مذمومة! وعيب أن يسمح البعض لنفسه بهجائها وتحقيرها، بينما هو أخوها من الرضاع، بدليل أنّه يعيش طيلة حياته على طريقة «بقر الله في زرع الله»! على أيّ حال ها هو فجر البقر قادم! وإنّه لخوار حتى النصر! وها هو زمن الإنصاف التكنولوجيّ يقترب بوضوح لا خوار عليه! وها هي الآلة الجديدة تبشّر بزيادة اللحم البقريّ والحليب البقريّ، على أمل أن لا تصاحبها مضاعفات سلبيّة، مثل زيادة «التصطيكة البقريّ»!!