ذكرت تقارير صحفية لبنانية أن صداما متوقعا بات يلوح في الافق بين «حزب اله» وقوى «14 آذار» بعد رفض الحزب دعوة الاغلبية النيابية الى جعل بيروت مدينة منزوعة السلاح وذلك على خلفية الاشتباكات الدامية التي وقعت الثلاثاء الماضي بين مسلحين تابعين ل«حزب الله» وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية (الأحباش) في منطقة برج أبي حيدر. فقد اعتبرت أوساط في قوى «14 آذار» أن تلك الاشتباكات خرق لاتفاق الدوحة وتجاوز لبنوده التي تنص على حل الخلافات بالحوار وبعيدا عن اللجوء الى العنف واستخدام السلاح. خزان سلاح ورأت تلك المصادر أن بيروت تحولت الى «خزان سلاح» حيث ظهرت كثافة المسلحين والسلاح الثقيل في حادث فردي كما وصفه طرفا الاشتباك، وطالبت بأن يتم وضع حد لهذه الآفة وأن يتم التعامل معها بقوة وليس بالتراضي فالامن يفرض ولا يستجدى. ورفضت أوساط «14 آذار» مقولة التسلح تحت عنوان المقاومة لأن ذلك قد يفسح المجال أمام بعض الجهات المحلية الى الاتجاه نحو قوى اقليمية لها وزنها وثقلها في المنطقة لتسليح عناصرها (في اشارة الى «حزب الله» وايران) الامر الذي يحول لبنان الى ساحة صراع ل«مقاومات اقليمية». من جانبه اكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن المقاومة التي نص عليها البيان الوزاري وفق معادلة الجيش والشعب والمقاومة انما هي لمقاومة العدو الاسرائيلي أما بيروت والمناطق فممنوع أن يكون فيها اي سلاح. وتساءل الحريري من نحارب بهذا السلاح الموجود هنا؟ هل سنحارب بعضنا بعضا أم ننتظر أن تقع الفتنة ثم نتساءل عن أسبابها؟ وفي السياق ذاته دعا وزير العمل اللبناني بطرس حرب الى العمل على نزع السلاح من العاصمة بهدوء وقال ان أي حل لموضوع تفشي السلاح يحتاج الى مواكبة من القوى السياسية. ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح أن حجم السلاح الذي استعمل خلال الاحداث الاخيرة في بيروت وحجم الخراب الذي تسبب فيه هذا السلاح وعدد القتلى الذين سقطوا جراءه يدعوا الى التساؤل عن وضعه وعن سبب وجوده واستعماله في العاصمة. مؤامرة على سلاح المقاومة في المقابل ردت مصادر في «حزب الله» على شعار «بيروت متنوعة السلاح» بالقول ان هناك في الداخل في الخارج يتربص شرا بسلاح المقاومةس. وقال عضو كتله «حزب اله» النيابية علي المقداد ان سلاح المقاومة هو موجه فقط ضد اسرائيل ولكن يجب على هذا السلاح أن يغطي كل لبنان مشيرا الى أن سلاح حزب الله سلاح شرعي وهو سلاح شريف وضد الفتنة. وأكد المقداد أن «حزب الله» سيتعاون مع اللجنة الوزارية التي شكلها مجلس الوزراء لضبط ظاهرة تفشي السلاح لأن أول هدف لنا هو أن تكون بيروت آمنة ولن نسمح لأى فتنة بالدخول اليها. وشرح عضو الكتلة ذاتها وليد سكرية المسألة بالقول ان الحرب مع اسرائيل ليست محصورة في الجنوب فقط فما الذي يمنع من أن تنفذ اسرائيل من عمليات انزال في بيروت أو في البقاع أو غيرها من المناطقة؟ مضيفا يجب التدقيق في هذه الدعوة لأن المطلوب ليس نزع السلاح بل تنظيمه وضبطه.