عرف فضاء المسرح البلدي بالعاصمة ليلة أول أمس اقبالا جماهيريا كبيرا في حفل الفنانة التونسية المقيمة بباريس «سيرين بن موسى» في اطار الدورة 28 لمهرجان المدينة. سيرين بن موسى اختارت ان تقدّم في عرضها «جسور أندلسية اسبانية» بعض الوصلات الغنائية الشبابية في اللون المغاربي وخاصة الجزائري، فغنت «أنا الولية» وغنت «يا بنت بلادي» وفي المحير عراق غنت «جادك الغيث» ولم تنس «غصن البان» تماما كما لم تنس تونس، حين غنت «يا إلّي سحروني عينيك» للفنان الراحل «الهادي الجويني» .الطرب كان حاضرا في عرض «جسور أندلسية اسبانية»، والايقاع كذلك والصبغة المغاربية ميزت أغاني الفنانة سيرين بن موسى، لكن مد الجسور كان عبر المزج بين اللغتين العربية والاسبانية في الاغنية الواحدة. وامتدت الجسور أكثر لحظة اختلطت موسيقى الفلامنڤو بالموسيقات المغاربية، ولحظة صعدت الفنانة الاسبانية لورا مارتين التي راوحت بين العزف على آلة القانون والغناء في انسجام مع الراقصة الاسبانية التي أمتعت الحضور برقصها وبإيقاع قدميها. إيقاع القدمين الراقصة الاسبانية شدت اليها الجمهور لا برقصها فحسب، وانما بقدرتها الكبيرة على «العزف» بالقدمين إن صح التعبير. ايقاع القدمين لدى هذه الراقصة المحترفة بمصاحبة عازف اسباني على آلة «الڤيتارة» أعطى منحا جماليا آخر للعرض، وبقدميها أبدعت ايقاعا أندلسيا لم يكن غريبا على الجمهور التونسي، لأن ما يقابله في بلادنا ايقاع «السعداوي» المعروف خاصة في الموسيقى الشعبية ببلادنا. جمالية الركح وبالاضافة الى جمالية العرض موسيقيا أو فنيا، فإن التوظيب الركحي زاد العرض جمالية، فالفنانة سيرين بن موسى تحلت بفستان من اللباس التقليدي الاندلسي، أزرق اللون (أزرق فاتح) مطرّزا بالابيض. والفرقة الموسيقية المصاحبة لها لم يتعد عدد أفرادها التسعة عازفين، اثنان منهم في الايقاع وعازف على آلة الكونتروباص، وعازف على آلة القانون وآخر على الناي وعازف على الكمنجة وعازف اسباني على آلة البيانو، بالاضافة الى اثنين كمجموعة صوتية. المصدح كاد يفسد الحفل المصدح هو النقطة السوداء الوحيدة في عرض «جسور أندلسية اسبانية» فقد كاد يفسد لذة المتعة بالانغام التي كانت تؤديها الفنانة سيرين بن موسى، حين لم يشتغل المصدح مرتين الاولى كانت في الوصلة التي تليها اي حين عادت اثر الفقرة الموسيقية التي قدّمتها الفنانة الاسبانية لورا مارتين صحبة الراقصة الاسبانية. هذا الخلل الفني بدأ يتكاثر في السنوات الاخيرة في حفلاتنا، لذلك نتساءل بكل عفوية عن الأسباب؟! على أمل ان لا يتكرر هذا الخلل في مهرجاناتنا العريقة كما حصل في حفل الفنان صابر الرباعي في الدورة المنقضية بمهرجان قرطاج الدولي.