* القاهرة خاص ل(الشروق) من محمد يوسف أكدت مصادر مصرية مسؤولة ل»الشروق» أن القاهرة تتابع باهتمام قيام السلطات الاسرائيلية بتوزيع أقراص اللوجول على سكان المناطق القريبة من مفاعل ديمونة النووي بصحراء النقب، وقالت ان هناك بالفعل محطات لرصد أي تلوث اشعاعي تراقب الموقف بصفة مستمرة. يأتي ذلك فيما حذر عدد من خبراءالطاقة النووية والمحللين السياسيين من خطورة الاجراء الاسرائيلي ودعوا الى أخذ الاحتياطات اللازمة وأكدوا ل»الشروق» أهمية اخطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال وجود أي اثار اشعاعية عابرة للحدود. ومن جانبه أكد الدكتور فوزي حماد رئيس هيئة الطاقة الذرية المصرية السابق أن قيام اسرائيل بتوزيع أقراص اللوجول التي تتضمن مركبات اليود وتعمل على منع امتصاص المواد المشعة في الجسم يعدّ أحد اجراءات الطوارئ المعروفة وهو ما يعني أن هناك ما يستدعي هذه الخطوة، ودعا كافة الدول المحيطة بإسرائيل والمجاورة لها بأن تكثف من أعمال كشف الاشعاع سواء في الهواء أو التربة والمياه مشيرا «الى أن مجرد توزيع هذه الاقراص يعني أن هناك تطورات في مفاعل ديمونة تستدعي هذه الخطوة»، وأشار الى أن التحرك المبكر ضروري لإتاحة الفرصة أمام اتخاذ الطوارئ اللازمة بحيث يتم ابلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمجرد أي نسب للتسرب الاشعاعي. ولم يستبعد الدكتور فوزي حماد حدوث تسرب من مفاعل ديمونة وذلك على خلفية أنه قد تجاوز فترة الصلاحية حيث تمّ انشاؤه في الخمسينيات من القرن الماضي،ويتم استدخامه في استخلاص البلوتونيوم اللازم لصنع القنبلة النووية. ومن جانبها تشير المحللة السياسية بثينة حسن الى أن اسرائيل تكاد تكون على شفا كارثة نووية نتيجة أن المفاعلات النووية فيها كاد ينتهي عمرها الافتراضي، وهو ما دفع اسرائيل لأخذ اجراء احترازي على حدّ قولها بتوزيع أقراص اللوجول المضادة للاشعاع والسرطان التي قد يسببها على سكان المدن والقرى القريبة من مفاعل ديمونة. ووصفت بثينة حسن هذه المحطات بأنها بمثابة قنابل موقوتة وتعد أم الكوارث مشيرة الى حادث مفاعل تشيرنوبيل السوفياتي الشهير وتقول انه قد حدث هذا الأسبوع انفجار في غرفة التوربينات بأحد المفاعلات اليابانية الخاصة بتوليد الكهرباء في مقاطعة فوكوي غرب طوكيو، وهو ما أدى الى تدافع بخار الماء الساخن في شكل سحب كثيفة أحرقت 11 عاملا بالمحطة، وكان السبب اهمال في سمك الأنابيب. وتدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى أن تجعل مهمتها الأولى تخليص العالم من كل أشكال الأسلحة النووية واخضاع كافة المشروعات السلمية في العالم وبدون استثناء لنظام تفتيش دقيق وصارم. وكان جنود الجيش الاسرائيلي قد بدأوا في اطار خطة يتم تنفيذها على مراحل اعتبارا من الاحد الماضي بتوزيع أقراص اليود «اللوجول» على بعض القرى والمدن القريبة من مفاعل ديمونة وذلك وفقا لخطة أعدها شاؤول موفاز وزير الدفاع الاسرائيلي زعم أنها لأغراض الوقاية فقط، ويتم توزيع كتيبات مع الأقراص باللغات العبرية والعربية والانقليزية والروسية والأرامية لشرح كيفية استخدام هذه الأقراص الخضراء اللون ذات الأقراص الخمسة بكل شريط، ومن المنتظر أن يتمّ في مرحلة لاحقة توزيع عبوات اللوجول على أماكن التجمعات العامة مثل المدارس والمستشفيات ومقار العمل.