...في كامل فترات الليل وفي وضح النهار... إشهار... إشهار... في الشوارع والساحات وعلى واجهات كل المحلات في كل مناسبة وبدون مناسبات إشهار... إشهار... إشهار؟ ملأ الدنيا وشغل الناس وجعلنا نشاهد التلفزة بلا إحساس لم يعد مجرد ثواني منها المشاهد يعاني بل صار دقائق وساعات في كل البرامج والمسلسلات وحتى إثر نشرات الأخبار يحاصرك الإشهار... تشكيات ونداءات في الصحف والمجلات ولكن لا اذان صاغية وحملات الإشهار متواصلة طاغية من الإفطار إلى الإفطار بدون توقف وباستمرار إشهار تعقبه ومضة إشهار... هل نترك الديار؟ إلى أين المفر والإشهار خلفنا مكرّ مفر والكل بانتظار أن تنتهي فقرة الإشهار ليكمل المشوار ولكن لا أمل ما دام الإشهار هو «البطل»، وانتهى المسلسل على عجل ولم يفهم المشاهد متى اكتمل. تقول آخر الإحصائيات أن المشاهد التونسي يقضّي 3 ساعات يشاهد الإشهار في 4 قنوات والخوف أن يصيبنا الإحباط ونودع التلفزة التي أصابتنا بالنرفزة وجعلتنا نخاف الجلوس أمامها نبكي على أطلال أيامها أم أن الأمر مجرد كابوس سيمر بسلام وتهدأ النفوس ويعود الوئام في قادم الأيام.