نعلم جيدا أن أهم مداخيل التلفزة هي من عائدات الإشهار لكن أن يتحول هذا الإشهار إلى مادة ترهق المشاهد وتفنيه هذا يستدعي إعادة النظر. كنا قد أشرنا إلى هذا الموضوع في السنة الفارطة عندما ملّ المشاهد التونسي الفضائيات التونسية التي بلغ فيها معدل الإشهار في اليوم الواحد الساعات وفي اليوم الأول من شهر رمضان في هذه السنة صدمنا من حجم الإشهار الذي أفقدنا لذة الفرجة منذ البداية حتى أنك تنسى ما كنت تشاهد أو تغادر المحطة لكن إلى أين المفرّ؟! فالقنوات الفضائية التونسية تعهدت أن تستغل نفس الوقت لفسح المجال للإشهار دون مراعاة المشاهد ونفسيته التي أرهقها هذا الكمّ الهائل من الدعاية حتى أن بعض المشاهد تتكرر أكثر من مرة وكأن ما يهم التونسي في هذا الشهر الطماطم والحليب والمقرونة وما إلى ذلك من المواد الغذائية فقط. هذا الحيز الزمني الكبير الذي توفره التلفزات التونسية للإشهار والتي يغدق عليها الملايين لكن قد يبعد عنها جمهورها أيضا في هذا الشهر شهر رمضان الذي يعد من أهم المناسبات التي يقبل فيها المشاهد التونسي على التلفزات التونسية.