قبل أيام من عيد الفطر وفي غمرة الاستعدادات للاحتفال بهذا الموعد طرق أحد عدول التنفيذ منزل السيدة كاملة شيحي الكائن بباب سعدون بتونس العاصمة ليبلغها وأبناءها وزوجها المقعد بحكم استعجالي يقضي بخروجهم من المحل الذي يقطنونه منذ زهاء الثلاثين عاما. العائلة المعنية تتكون من أب مقعد وأم تعاني من مرض السكري وثلاث بنات اكبرهن في العشرين من العمر مازالت تكابد من أجل مواصلة دراستها بعسر. العائل الوحيد لهذه الاسرة هي الام وهي تودع العقد الخامس من العمر وتطل بقسوة وألم على الستين عاما وعملها يدوم يومين في الاسبوع أي ثمانية أيام في الشهر، وهي معينة ومنظفة في بعض منازل الموظفين الذين يدفعون أجرة العاملة بالتقسيط. أقامت هذه المرأة مع زوجها منذ سنة 1981، أي منذ ما يقارب الثلاثين سنة، وقد انجبا بعد ذلك ثلاث بنات أكبرهن في العشرين من العمر أما الصغرى فهي دون العاشرة الام تسعى جاهدة شاقية لتوفير لقمة العيش لعائلتها خاصة بعد أن أصبح الاب عاجزا عن المساهمة في مصاريف الحياة اليومية ولا تكسب الام أكثر من تسعين دينارا تدفع منها 35 دينارا معلوم الكراء وما تبقى فهو مصروف خمسة أفراد بما في ذلك علاجهم على مدى شهر كامل، انها عائلة تقاوم الحياة بخمسة وخمسين دينارا وهو مبلغ يتركه البعض فوق الطاولة بعد احتساء قهوة وقارورة ماء. السيدة كاملة قالت باكية انها تتألم لبناتها ولحرمانهن من أبسط مقومات الحياة الكريمة وتشقى لحال زوجها ولحالها. وتقول أيضا في هذه اللحظات المباركة، كنا نستعد لاستقبال العيد وتوديع شهر رمضان، شهر الرحمة، والتآزر، فوجئنا بعدل منفذ ينبه علينا بالخروج من محل سكنانا الذي نقيم فيه منذ قرابة الثلاثين عاما». يشار الى أن احدى الدوائر الاستعجالية بالمحكمة الابتدائية بتونس أصدرت حكما في شهر جويلية الماضي يقضي بخروج هذه العائلة من المحل الذي تسوغته لانتهاء المدة الكرائية وذلك في أجل أقصاه شهر من تاريخ اعلامهم. الشهر انتهى أمس والعائلة تنتظرفي كل لحظة أن تتدخل القوة العامة لاخراج أدباشها القديمة والرثة أصلا لالقائها في الشارع. مع العلم وأن صاحبة المحل متمسكة بارجاع محلها وهو حق لها كما تقول محدثتنا السيدة كاملة الشيحي.التي تضيف بأن السلطة الجهوية والولاية، وعدوها في أكثر من مناسبة سابقا بمساعدتها وعائلتها لتمكينهم من منزل أو شقة بما يعرف بمدينة عمر المختار أو ما يعرف بشقق الصندوق الوطني للتضامن وقدمت لنا ما يفيد من تواصيل مطالب أودعتها بادارات مختلفة سواء بالولاية أو بغيرها من الادارات. نداء العائلة اليوم هو أن يتدخل أهل البر والاحسان لانقاذهم من التشرد والجوع والخصاصة. وترفع مخاطبتنا نداء الى وزارة الشؤون الاجتماعية والى الولاية لتمكين عائلتها من منزل يأويهم ويأوي خاصة ثلاث بنات، نحن مطالبون جميعا بحمايتهن والمسؤولية بالاساس على عاتق هذه الوزارة وتلك الولاية.