قطعت «الفنانة» يسرى المحنوش وصلتها الغنائية في افتتاح مهرجان المدينةبقابس في دورته التاسعة بعد نصف ساعة من انطلاقها متعللة برداءة «الميكروفون» رغم انه نفس «الميكروفون» الذي ادى به قبلها الفنان نبيل شعيب وصلته من الاغاني على امتداد اكثر من ساعة. حركة اثارت الجمهور الحاضر بكثافة فخرج غاضبا من سلوك «فنانة» خرجت عليهم بملابس لا تتناسب وحرمة الشهر الفضيل قبل ان تقطع سهرتها وتنسحب من الركح تاركة خلفها اكثر من نقطة تعجب واستفهام حول احترام الفنان لجمهوره والتزامه المعنوي والمادي تجاهه. مديرة مهرجان المدينة السيدة نعيمة الهدار ستقدم تقريرا مفصلا لنقابة الفنانين حول ما اتته «الفنانة» يسرى المحنوش في هذه السهرة وتحميلها مسؤولياتها كاملة رغم أن بعض الاطراف تحاول التدخل لاسباب انسانية لغض الطرف وتجاوز ما حصل واعتبرت مديرة مهرجان المدينة في ذات الوقت ان الاعطاب التقنية تحصل في اغلب المهرجانات الكبرى والحفلات الضخمة ويتم تجاوزها بمرونة وحضور ركحي لا يصدم الجمهور الحاضر ناهيك ان ما حصل معها لا يتجاوز ان تكون بطارية «الميكروفون» قد نفدت وكان بالامكان تغييرها في وقت وجيز دون التسرع بمغادرة الركح متعللة بانها لا تستطيع الغناء في هذه الظروف. افتتاح موفق... لكن نعود الى سهرة الافتتاح والتي كانت والى حدود ما اتته «الفنانة» يسرى المحنوش ناجحا بجميع المقاييس فالجمهور حاضر بكثافة لم يتوقعها اكثر اعضاءالهيئة المديرة تفاؤلا خاصة وان السهرة تزامنت مع مقابلتين قاريتين للترجي التونسي والنادي الصفاقسي تستقطب ولا شك شريحة واسعة من الجمهور والمقياس الثاني لنجاح السهرة هو حسن التنظيم والاعداد الجيد للركح الذي بدا في أبهى حلة وجمع بين الأصالة والمعاصرة بمفروشات تقليدية من ناحية واضاءة وزينة وورود من ناحية ثانية. فرقة نجوم بن عمار بقيادة المايسترو نزار الكافي امنت السهرة بحرفية عالية لقيت استحسانا كبيرا من الجمهور الحاضر وكانت البداية بوصلتين موسيقيتين قبل ان يطل الفنان نبيل شعيب حليق الرأس يرفل في كسوة بيضاء ويبدأ وصلته بمقطع من رائعة «ألف ليلة وليلة» لينوع بعد ذلك اغانيه بين الشرقي والتونسي والجزائري فغنى «ما حبيتش وعمري ما نحب» و«بيت الشعر» و«مكحول انظار» و«الليل زاهي» و«انا باسال النجوم» و«الاسامي هي هي» و«لا نحسبك خوان» و«ام العوينة الزرقاء» و«على الجبين عصابة». ام كلثوم رصيد من لا رصيد له ولعلها الصدفة وحدها التي جعلت يسرى المحنوش تبدأ وصلتها برائعة اخرى لكوكب الشرق أم كلثوم وهي اغنية «سيرة الحب» لتجد نفسها أمام فراغ في رصيد الاغاني وعدم حضور ذهني رهيب التجأت فيه الى الجمهور لينقذها بطلب اغنية تؤديها وهو ما تكرر بعد كل اغنية «على الله» و«صب الرشراش» و«اش علينا» و«المقياس» قبل ان تغير النسق على انغام الدبكة اللبنانية و«فزاني المزود». فالتمعش من أغاني الغير وخاصة الروائع الخالدة لأم كلثوم والعندليب الاسمر وفريد الاطرش ظاهرة فنية خطيرة لم تجد لها حلا وتركت الجمهور يستمع الى اغان حفظها عن ظهر قلب ولا عزاء للابداع. ومن ناحية اخرى فإن محاولة استمالة الجمهور واسترضائه كان قاسما مشتركا بين فناني السهرة فالاول تحدث عن ذكريات صباه في قابس والثانية ادعت انها لم «تتسلطن» في أي مكان كما تسلطنت في قابس ويبدو أن هذا التسلطن» قد برز بصورة جلية في تصرفها اللامبرر ازاء جمهور تفاعل مع ما ادته من اغاني الغير تصفيقا ورقصا.