سيرين بن موسى من الفنانات التونسيات الصاعدات آثرت التعمّق في مجال الموسيقى والسير بخطى ثابتة مكنتها على قصر مسيرتها من مكانة جدّ محترمة فارضة لونا مغاربيا انسجم مع ميولاتها وافتكّ اعجاب العديد من تونس وخارجها. استقرت بباريس لاتمام رسالة الدكتوراه وأيضا التعمّق في اختصاصات أخرى نابعة من ثوابتها باعتبار الفن رسالة أو لا يكون، جمعتها ب«الشروق» مكالمة هاتفية جسّمت حوارا عبرت فيه عن أبعاد توجهاتها الموسيقية وهواجسها الفنية وهذه التفاصيل. ٭ كيف كان الدخول إلى المجال الموسيقي؟ لم تلعب الصدفة في ذلك أي دور بحكم البيئة التي تواجدت فيها فأنا ابنة مدينة المالوف تستور إضافة إلى شغف والديّ بكل ما هو طربي.. وانخرطت منذ أن كنت تلميذة في نادي الموسيقى الذي أطّر وشحن شغفي. ٭ اخترت دراسة الموسيقى فهل هذا إيمان منك بأن الهواية وحدها غير كافية؟ التكوين الأكاديمي وحده أيضا غير كاف لا بدّ من الرغبة و«الغرام» التكوين الأكاديمي يوجه ويفتح آفاقا ربما يحقق إضافات لا بدّ للموسيقى من حسن توظيفها. ٭ صرحت في أكثر من مناسبة بأنك تحرصين على تفعيل موسيقى مغاربية في عروضك، فهل ممكن تلخيص خصوصيات هذه الدول الفنية في لون مغاربي واحد؟ صحيح البعد المغاربي يندرج فيه المعنى الجغرافي وأيضا النمط الموسيقي أي روح معينة فأنا منذ بدايتي أبحث عن اللون المغاربي، ألاحظ أن الفنان التونسي يغلب على اختياراته النوع الشرقي شعرت أن التونسي بعيد عن الموسيقى التونسية وقليل من يؤديها. ٭ منْ منَ الفنانين ترينه يغني التونسي؟ زياد غرسة، الزين الحداد قد لا أستحضر الآن آخرين، ما لاحظته أن الأغلبية يغنّون كل شيء لا نجد الفنان الذي يملك طابعا وخصوصية. ٭ هل تعتقدين ان النوعية الموسيقية التي اخترتها تحقق الانتشار المطلوب؟ أعتقد أن الفنان هو الذي يفرض نفسه فلو ينتظر الواحد منّا الانتشار إلى أن يأتي إلى يديه أو يعمل من أجل ما هو سائد ستتوقف العملية الابداعية حتما، أنا مع الشيء الذي أحببته ولقد حققت الاقبال المنتظر والحمد للّه سواء من خلال العروض التي أقوم بها أو من خلال الانطباعات التي تصلني عبر الأنترنات، وأنا أعتقد بأن الفنان لا بدّ أن يتميّز. ٭ الكثير يحرص في البداية على نوعية موسيقية معيّنة ثم سرعان ما ينساق إلى عكس ما كان يعتقده؟ هذا يرجع لنوعية التظاهرات والمهرجانات والمناسبات الفنية فهناك أماكن لا أتصوّر نفسي أغنّي داخلها، أعتقد دائما أن الجمهور هو الذي يجب أن يأتي إلى الفنان ولا العكس، وقد تكون هناك ظروف تحتّم على الفنان الانزلاق والانحراف عن الأصول الفنية والسقوط في الابتذال. ٭ استقرارك بفرنسا سيبقى اختيار منك؟ موجودة بباريس تبعا لدراستي التي لا تزال متواصلة لذلك كانت أنشطتي هنا أكثر من تونس. كان لي حضور في عدة تظاهرات هامة، فكنت أول فنانة مغاربية تغني في قاعة ب«الشانزيليزي» وغيرها من القاعات مما يحفزني للعمل أكثر. ٭ كيف تريدين أن تختمي هذا الحوار؟ أتمنى أن يحقق كل مبدع تونسي ما يتمنّاه.