تشهد العاصمة هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان حركية كبيرة في الأسواق والفضاءات التجارية ومع «حشيشة رمضان» وارتفاع درجة الحرارة واختناق حركة المرور واكتظاظ مختلف وسائل النقل تبرز مشاهد الخصام والسب والشتم والشجار والعنف. ولم تعد هذه التصرفات تصدر عن الرجال فحسب بل حتى بعض النساء انخرطن وبدافع «حشيشة» رمضان في هذه السلوكات. وعن أسباب التوتر يفسّر أخصائي في علم النفس فيقول إن ذلك يرجع الى كثرة الضوضاء والضجيج والازدحام في مختلف الأمكنة (في السوق وفي الطريق وفي الحافلة) ولا يجب أن ننسى أن حوالي 90٪ من التونسيين يعودون الى منازلهم خلال نفس المدة الزمنية بما يربك حركة النقل ويدعم الشعور بالتوتر خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة. كما لا يجب أن نغفل عن أن الضوضاء أصبحت في هذه الأيام الأخيرة من شهر الصيام وبسبب تدعم حركة التسوق استعدادا للاحتفال بالعيد تبرز خلال الفترة المسائية بالليل ما من شأنه أن يضاعف دوافع وعوامل التوتر. كما يوضح أن السّهر لساعات طويلة في المقاهي أو مع الأقارب تظهر تأثيراته الصحية والنفسية أكثر خلال هذه الأيام من الشهر الكريم ومن علاماته الشعور بالصداع والافتقاد الى النشاط والحيوية والكسل والرغبة في النوم، ومن الأسباب الأخرى لتدعم مظاهر العنف ما يعرف ب«حشيشة رمضان» وتكمن في تأثير العطش والجوع وضغوطات الحياة العصرية والافتقاد الى عادة ما مثل القهوة والشاي والتبغ ولمختلف المنبهات، كما يفسّر ازدياد مشاهد التوتر بتزامن شهر رمضان مع ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وصعوبة عملية الصوم فبعض الصائمين يتأثرون بعامل الطقس ويغضبون لأسباب تافهة وبسيطة وتكون ردّة فعلهم عصبية وبسرعة قياسية. ورغم كل هذه الأسباب ووجاهتها فلا ينبغي أن تكون مبرّرا للإضرار بالغير ولافتعال الخصومات والمشاكل والسبّ والشتم في الشهر الفضيل، شهر العبادة والتقوى والتسامح والصبر.