في كلّ سنة يرصد فيها هلال رمضان المبارك يمسّ سلوكنا بعض التغيّر.. بعضهم يغضب لأتفه الأسباب والتعلّة دائما «حشيشة» رمضان كيف ينظر الطب النفسي لمثل هذه الظاهرة؟ تكمن التأثيرات النفسية للصيام فيما يشعر به الصائم من روابط روحية تشده الى الخالق وتتجسد هذه الروابط ي ما يطلق عليه اخصائيون علم النفس بفلسفة النقص والحرمان، يقول الدكتور عطيل بنوس : «الانقطاع عن الأكل والشراب موجود عند النصارى والبوذيين مثلما هو عند المسلمين، حيث الصم وسيلة لتقوية الارادة والسيطرة على الرغبات والتغلب على اغواء النفس وتعويدها على الشعور بالنقص والحرمان ومحاولة تجاوز مثل هذه الوضعية إنها عبارة عن فلسفة في الحياة حتى يستطيع التدرّب على الحرمان وتجاوز الصعوبات بل انه يدخل في علاقة روحانية مع اللّه.. إن الذات لها نواقصها وحتى يتم تجاوز هذه النواقص لزم أولا تحديد هذه النواقص ليتم في مرحلة ثانية تجاوزها». تأثير على السلوك لكن هذه العلاقة الروحانية التي تحدث عنها الطب النفسي قد تؤثر في سلوكنا وتصرفاتنا فيصبح الصيام حجة لافتعال المشاكل ويوضح الدكتور عطيل : «قلق البعض ونرفزتهم التي تلاحظ في شهر رمضان ليست ناتجة عن الاحساس بالجوع أو العطش وإنما بالاحساس بنقص في مادة النيكوتين في الدم وهي تبرز لدى المدمنين عن التدخين هذه الحالات من الغضب و»التنرفيز» تبرز أيضا عند أولئك الذين تعودوا علي شرب الخمرة يوميا بقدوم شهر رمضان توقف احتساء الخمرة عندهم بصفة فجئية والنتيجة قلّة هضم وأحلام مزعجة ورعشة باليدين عند الصباح واضطرابات نفسية مقلقة. وقد تظهر «النرفزة» أيضا عند مستهلكي بعض المنبهات الأخرى مثل الشاي والقهوة وهي كلها منشطات يُخلّف الابتعاد عنها نتيجة الصيام آلاما بالرأس وإحساسا بالخمول. يوجد عامل آخر ناتج عن تغيّر نمط العيش وأوقات والسهريات وما نتج عنها من اضطراب في عادات النوم فالتونسي بعد أن كان ينام أكثر من 8 ساعات تقريبا أصبح لا يحصّل إلا 5 ساعات وإذا لم يجد وقتا بالنهار لأخذ قسط من الراحة لاسترداد الأنفاس فإنه سيحدث له اضطراب يؤثر على تركيزه بمقر العمل». إن كل هذه العوامل اضافة الى الشعور بتغيّر المحيط وكثرة الضوضاء والازدحام والافتقاد الى قليل من الفضاء لا سيما عند التعب كلها تساهم في التأثير على نفسية الصائم وسلوكه بل تتحول الى عوامل انفعال وضغط. ومهما يكن من أمر ومهما وجدت من أعذار فإنها لا تغفر لنا أن نتحول الى «مشاكسين» مختلقي المشاكل بدافع حشيشة رمضان فالصيام أعمق من هذا المعنى بكثير. رضا بركة عيادة طبية: مرض القرحة «السؤال أنا من المصابين بمرض القرحة أحاول الصيام ولكنني بحاجة الى نصائح عند الافطار حتى لا تتعكّر حالتي ؟». م. المنوبي (قابس) الجواب : مرضى القرحة لديهم افطار خاص إذ يجب : 1 البدء بتناول كوب من الحليب ويفضل أن يكون باردا أو معتدل الحرارة. وإذا كان الحليب، يحدث لديه نفخة، ننصح من خلال تجاربنا العملية وضع ذرة لتخفيف أو انهاء هذا التأثير الجانبي. 2 لا ينصح مرضى القرحة الهضمية بتناول السكريات بشكل مباشر لأنها تزيد في الآلام. 3 الوجبة الرئيسية يجب أن تحتوي على الخضر والكاربوهيدرات المطبوخة مثل الخضر المسلوقة. ويجب الابتعاد عن أي نوع من الأغذية المقلية أو المواد الحامضة. وينصح بأخذ اللحوم الحمراء المسلوقة والدجاج المسلوق. 4 يمكن اعاضة السكاكر عن طريق الفواكه الطازجة مثل التفاح وغيره. 5 يجب تناول وجبة أو وجبتين خفيفتين بين الافطار والسحور. 6 ينبغي الابتعاد عن الأغذية المعلبة والأغذية الدسمة. من الطب النبوي: علاج الجرح عن أبي حازم : «أنه سمع سهل بن سعد يسأل عما عولج به جرح رسول اللّه ص يوم أحد، فقال : جرح وجهه وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، وكانت فاطمة بنت رسول اللّه ص :»تغسل الدم. وكان علي بن أبي طالب يسكب عليها بالمجن، فلما رأت فاطمة الدم لا يزيد إلا كثرة، أخذت قطعةحصير فأحرقتها، حتى إذا صارت رمادا ألصقته بالجرح فاستمسك الدّم». أخرجاه في الصحيحين وأخرجه ابن ماجه.