هيئة الملعب التونسي كانت هذه الصائفة نشيطة الى حد الساعات الأخيرة من الميركاتو التي جاءت بخبر التعاقد مع المهاجم محمد السليتي العائد الى الفريق الذي يعرفه جيدا والذي قدمه في تونس كأحد أبرز المهاجمين.. النشاط كان كثيفا لأن ترميم البيت كان يتطلب من الجهد والوقت الشيء الكثير لكن نبقى في انتظار ما ستأتي به الأيام لإثبات سداد الرأي. حركة الهجرة من وإلى الملعب التونسي كانت تقريبا بنفس القدر من حيث الكم أما من حيث الكيف فالموازنة تبقى واردة الى أبعد الحدود، فماذا سيتغيّر في الفريق؟ دعم في حراسة المرمى نبدأ بمركز حراسة المرمى، حيث حافظ الفريق على النقطة الفارقة في أدائه المتمثلة في المتميّز رامي الجريدي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من المغادرة، وكان بقاؤه وجاء التدعيم بانتداب محمد الأمين بلخوجة الذي يعتبر محترم الامكانات وأمامه هامش كبير من التطور والاضافة. موازنة في الدفاع خطّ الدفاع شهد مغادرة القائد خالد الزعيري الى جانب فهد شقرة وجمال رحومة وهشام الحاج قاسم، في المقابل تعاقد الفريق مع كل من أيمن العياري وحمدي جبنون وبلال السبري ويامن بن زكري وحمزة الزكار من حيث الكم تبدو الأمور متوازنة الى أبعد حد ممكن، في حين أن الجماهير فنيا لم تهضم بعد خروج لاعب في قيمة الزعيري وشاب يمثل مشروع لاعب كبير وهو فهد شقرة.. في المقابل لا ننسى أن المقارنة لا تتم بالبحث في خصال كل لاعب على انفراد ولكن الأمر يتعلق بتنظيم دفاعي وجب أن يكون محكما وهنا ننتظر بصمة المدرب وعمله لأن أسماء مثل العياري وبن زكري لها وزنها وقيمتها الفنية، في انتظار أن يثبت حمزة الزكار أنه استفاد من خبرة اللعب في فرق تعلّم منها الكثير، على أن يحل بلال السبري معضلة الظهير الأيمن، فيما يبقى حمدي الجبنون قادرا على اللعب في هذا المركز أو في وسط الميدان. في الوسط: لويغ يغير النهج ومعه اللاعبين وسط الميدان شهد مغادرة أحد ركائز الفريق في الموسم الماضي وهو المالي طومبادو في حين أوصدت الأبواب أمام عودة نعيم بالربط، أما الوافدون فهم مجدي المسراطي وإيهاب المساكني وفرجاني ساسي وهنا يبدو أن المدرب لويغ قد تخلى عن نهجه المتمثل في الاعتماد على ثلاثة لاعبي ارتكاز في وسط الميدان ليعطي للفريق نفسا هجوميا وهو ما يفسر قدوم لاعبين أصحاب نزعة هجومية مثل المساكني ومجدي المسراطي وفرجاني ساسي، وقد تمّ تثبيت المسراطي أساسيا الى جانب ابراهيما با، لاعب الارتكاز الوحيد في انتظار المركز الثالث الذي بقي بين حسام الدريدي وإيهاب المساكني ومحمد الأمين النفاتي والعائد كواكو أوبان. نحو ثورة هجومية في الهجوم، عانى الفريق كثيرا في الموسم الماضي من نقص في النجاعة، بسبب رحيل جميل خمير الذي ترك فراغا كبيرا في المقدمة، في المقابل لم تسمح الظروف للثنائي سلامة القصداوي وفخر الدين قلبي بالتألق والتسجيل، وحصلت القطيعة بخروج هذا الثنائي الى جانب حمزة السلامي، ومحمد الجديدي الذي يبدو أن أكرم معتوق يسير نحو تعويضه أحسن تعويض.. الهجوم تدعم هذا الموسم بقدوم رضوان بن وناس وأكرم معتوق ومحمد كابيا ومحمد السليتي.. أسماء تتمتع منطقيا بقيمة ثابتة وقادرة على إعطاء الاضافة في الخط الأمامي الذي ينتظر صحوة، قد لا تتحقق بتكديس المهاجمين بقدر ما تتحقق بتنظيم هجومي محكم ينطلق من انسجام الخطوط الثلاثة وصولا الى تتويج ذلك ببلوغ الشباك. الأمور ستسير نحو تغيير منتظر في الفريق في هذا الموسم وستكون النتائج أكبر دليل على ذلك، ولا نتحدث عن نتائج إيجابية في المطلق لأن المعادلة تبدو صعبة..