نتناول في ركن مدرسة الإسلام زكاة الفطر: مشروعيتها وأحكامها فرضت زكاة الفطر في السنة الثانية للهجرة مع رمضان, وقد دلّ على مشروعيتها عموم القرآن، وصريح السُّنة الصحيحة، وإجماع المسلمين, قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. وقد أورد البخاري في صحيحه: (فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم زكاة الفطر) وقد أجمع عليها المسلمون قديما وحديثا، وكان أهل المدينة لا يرون صدقة أفضل منها. أمّا الحكمة من مشروعيتها فقد شرعت زكاة الفطر تطهيرا للنفس من أدرانها، من الشح وغيره من الأخلاق الرديئة، وتكميلا للأجر وتنمية للعمل الصالح، وتطهيرا للصيام مما قد يؤثر فيه ويُنقِص ثوابه من اللغو والرفث ونحوهما، ومواساة للفقراء والمساكين، وإغناءً لهم عن ذلّ الحاجة والسؤال يوم العيد. فعن ابن عباس مرفوعا: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمةً للمساكين) أبو داوود.كما أنّ من بين مقاصدها إظهارُ الشكر لله تعالى على إتمام صيام شهر رمضان وما يسَّر من قيامه، وفعل ما تيسر من الأعمال الصالحة وكذلك إشاعة المحبة والمودة بين فئات المجتمع المسلم عملا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) البخاري.