من مفاخر سياستنا الاجتماعية توفر المسكن الصحي واللائق لكل التونسيين وامتلاك 80٪ من العائلات لمساكنها وهي نسبة عالية جدا تنم عن جودة حياة التونسي، وحرص الدولة على تيسير امتلاك المنازل بضبط سياسة سكنية ناجعة وتعداد سبيل تمويل مختلف الأطراف المتدخلة والعمل على توفير رصيد عقاري من الاراضي للاستجابة الى الطلبات المتزايدة على شراء الاراضي من الباعثين العموميين والخواص والأفراد. وفي مقابل المنجز الكبير الذي تم تسجيله خلال السنوات الاخيرة، فإن القطاع يشكو خلال الفترة الاخيرة من ارتفاع أسعار المنازل، قد يكون عائدا الى ارتفاع كلفة البناء ومواده وفوائض البنوك التي تموّل شراء الأراضي والبناء وشراء المساكن... ارتفاع أسعار المساكن فاق القدرة الشرائية للمواطن خاصة في ظل تراجع حصة المساكن الاجتماعية لدى الباعثين الخواص والعموميين وتوسع الاتجاه نحو المساكن الاقتصادية والفاخرة، وهو ما لم تقدر عليه الطبقة المتوسطة رغم التمديد في سنوات الاستخلاص الى 25 عاما، فظلت المساكن مغلقة وهو ما يضغط على أصحابها في علاقتهم بالبنوك المقرضة. ارتفاع كلفة السكن والسعي الى الضغط عليه كانت محورا بارزا في المجلس الوزاري لأمس الاول الذي صدرت عنه قرارات هامة ستدفع القطاع الى تحقيق الاهداف المرسومة له خلال الخماسية المقبلة، ومنها انجاز 123 ألف مسكن اجتماعي بكلفة معقولة واقراض الفئات الموجهة اليهم بشروط ميسرة، وخاصة مساعدتهم على توفير التمويل الذاتي من بنك التضامن او غيره من الهياكل التنموية الاجتماعية. كما ان الترفيع في حجم الاراضي المهيأة وتوظيف الاراضي الشاغرة داخل المناطق البلدية للسكن سيوفر حلولا اضافية للراغبين في البناء الذاتي وسيقلل من التهافت على الاراضي الصالحة للبناء ويسد الطريق أمام المضاربين والمحتكرين، خاصة ان سعر الأرض أصبح يمثل نسبة مهمّة من سعر المسكن في ظل عسر الحصول على أرض من الوكالة العقارية للسكن وضرورة الانتظار لمدة طويلة يكون خلالها صاحب المطلب اقترب من التقاعد وعسر عليه الحصول على قرض. ومن أبرز القرارات الصادرة عن المجلس الوزاري والتي تكشف حرص رئيس الدولة على الأخذ بأيدي أصحاب الدخل الضعيف والحالات الاجتماعية دعوته الى تحسين وتهذيب السكن بالأحياء ذات الكثافة السكانية والترفيع في سقف القروض التي تسندها الجمعيات التنموية وصندوق تحسين السكن. والأكيد ان قرارات أخرى ستشمل قطاع السكن وآفاقه مستقبلا وفق ما أعلنه رئيس الدولة بالتعمّق في كل محاوره.