بعد موجة الفشل التي رافقت ملفات الانتدابات التي فتحتها الهيئة المتخلية للسي. اس. س، وسقوط أكثر من صفقة في الماء جاءت الصفقات هادئة ودون تعقيدات فخلت من المدّ والجزر ومن شدّ الحبل خلوّها من المبالغ المشطة والعقود المجحفة. هذه الانتدابات اختلف الفنيون والملاحظون في تقييمها وفي مدى قدرة الاسماء التي التحقت بالقلعة البيضاء والسوداء على تأمين الاضافة، وهل هي في حجم الفريق؟ وهل أنها كانت مدروسة وموجهة. بعد اقفال باب الانتقالات واسدال ستار الميركاتو اتحنا الفرصة للبعض من أحباء «السي. اس. اس» وكانت تصوراتهم كالتالي: فؤاد الكشو: بالنظر الى تدني المستوى العام للاعب التونسي وافتقار الساحة الى لاعبين مميزين فإن من وقع عليهم الاختيار يمكن اعتبارهم أفضل ما وجد. صحيح اننا لم نتمكن من القبض على العصفور النادر وعلى لاعب استثنائي وهو ما يجب ان يبحث فيه من الآن وذلك برصد ومتابعة أحد المهاجمين الأفارقة لضمه في «الميركاتو الشتوي» لكن هذا لا يمنع من القول ان انتداب الدريدي كان موفقا فتجربة وخبرة هذا اللاعب قد تساعد في ظلّ منحى التشبيب الذي اتبعته الهيئة في خلق نوع من التجانس والتكامل مع طموح الشبان على ان الحل الاوحد برأيي هو التركيز على التكوين الذي يجب أن يوفر لنا ضالتنا في المستقبل القريب لاسيما بعد المصاريف الكبيرة التي أنفقت على هذه المراكز وأمام ما تتطلبه الانتدابات القيمة من مبالغ لا قدرة عليها. خليل قلّوط : منذ مدة والهيئات المتعاقبة تسير في نهج رفض ابرام صفقات باهضة وهو أمر ايجابي في جانب ومخطئ في جانب آخر فالتحكم في المصاريف وإن كان يصب في مصلحة الفريق ولكنه يجعلنا في كثير من الاحيان نقف متفرجين في موسم الانتقالات ونفرّط في عديد اللاعبين بل ونضطر للتعاقد مع لاعبين لم يجدوا لهم موقعا في سوق الانتدابات لكن يبق الاسم المشع لفريقنا وحده هو الذي يأتينا من حين لآخر بلاعبين مميزين على غرار الدريدي وبدرجة أقل اليحياوي كما ان الاجواء الايجابية في صلب المجموعة والمنافسة الملتهبة التي فرضها الاطار الفني ومساواته في التعاطي مع الجميع ستجعل بقية المنتدبين على الطريق الصحيح للاضافة والافادة. وسام بوعزيز : الجميع كان يعلم ان معظلة فريقنا الاولى تصب في خانة العجز والعقم في الخط الامامي لذلك كان من البديهي ان تركّز الجهود على العثور على قناص وهداف من أعلى طراز وهو ما لم نلحظه في قائمة المنتدبين التي ورغم توفر مهاجمين فيها الا أنهم عموما متوسطي الامكانيات وليسوا أكبر قيمة وأفضل مستوى من الموجودين بالفريق وكان من الأجدى اختزال كل هذه الانتدابات في انتداب واحد ومركز على مهاجم صريح له وزنه وحجمه يجسّم الفرص العديدة التي تتاح للفريق في كل مباراة ولا تجد من يحوّلها الى أهداف. حسّان حمدي : بنظري فإن أرقام بورصة الانتدابات وحمى الانتقالات كلها لا تعني شيئا أمام جدية التحضيرات وقيمة الاستعدادات من ناحية والاجواء في التمارين وداخل الفريق وفي محيطه من ناحية أخرى وهذه المعادلة هي نقطة قوة «السي. اس.اس» هذا الموسم بالاضافة الى منح الفرصة لأبناء النادي من الشبان الذين أظهروا امكانات طيبة تغني عن انتدابات غير مضمونة العواقب ماديا وفنيا فضلا على ان الهيئة الحالية على عكس سابقتها سرعان ما سوّت عديد الملفات العالقة كملفي دومونيك وايسوفو ومن جهتنا نؤيد الهيئة في قرار التشبيب ولا نرغب في الانتدابات الا اذا كانت في حجم لاعب كبير كطارق التايب سابقا أو هداف مثل مايكل اينرامو حاليا. حمادي مزاتة : معظم الانتدابات في السي. اس. اس هي تجارية بالدرجة الاولى فكثيرا ما تسقط لجنة الانتدابات التي لم تكن على الدوام متخصصة وذات مستوى عال في فخ الصفقات المجهولة التي لا تتطلب أموالا كبيرة وربما قد تأتي فيما بعد بصفقات خيالية على غرار أبوكو وامبيلي وغيرهم فالانتدابات عادة ما لا تكون في فريقنا موجهة الى اللاعب الذي له اسمه وصيته وانما الى لاعبين مغمورين وبالتالي الدخول في مقامرة قد تنجح وقد لا تفلح وانتدابات هذا الموسم تصب في نفس السياق فباستثناء الدريدي الذي لا يختلف اثنان في قيمته فإن بقية الانتدابات أشبه بمغامرة قد تنجح او ربما يكون مصيرها الفشل. عصام الزواري : بما ان زمن الاسماء الرنانة واللاعبين المميزين في كرتنا قد ولّى الى غير رجعة وبما ان سوق الانتدابات الخارجية للاعبين من الحجم الثقيل يشهد ضراوة في المنافسة وارتفاع جنوني لمؤشر الانتقالات وهو ما لا طاقة لنا به فإن ما أقدم عليه الفريق من انتدابات يعتبر مقبولا في العموم رغم ان هؤلاء من الفئة التي ليست على أتم الجاهزية وغير قادرة من الوهلة الاولى على تقديم الاضافة على غرار ڤلبي واليحياوي وايدريسا الذين يلزمهم وقتا ليتأقلموا وليفجّروا طاقاتهم وعلى الجماهير ان تتعامل معهم بحكمة وصبر على عكس الدريدي الذي أصبح ركيزة في الفريق منذ حلوله وكان انتدابه موفقا بكل المقاييس.