عن عبد الله بن سفيان عن أبيه قال: يا رسول الله أخبرني أمرا في الإسلام لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال: (قل آمنت بالله ثم استقم) قال يا رسول الله فأي شيء أتقي؟ قال فأشار بيده إلى لسانه. أخرجه أحمد (حديث صحيح) في هذا الحديث الشريف يروي لنا عبد الله بن سفيان عن أبيه أنه سأل النبي الكريم عن أمر في الدين لن يسأل عنه أحدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه يريد أن يستزيد من معرفته للإسلام ,فكان جوابه عليه الصلاة والسلام موجزا لكنه بليغ فيه من البيان ما تعجز عنه الألسن الفصيحة (قل آمنت بالله ثم استقم) هذه العبارة القصيرة البليغة جمعت واستوعبت مدلول الإسلام عقيدة وسلوكا , فالإيمان بالله وتوحيده وتعظيمه وتنزيهه عن كل مظاهر الشرك الظاهر والخفي والإيمان برسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر والجنة والنار كلها من مظاهر العقيدة. وأما الجانب العملي من هذا الدين فيتمثل في معاملات الناس لبعضهم البعض التي يجب أن تكون نابعة من تعاليم الإسلام وفقا للكتاب والسنّة, لذلك يجب أن تنعكس كل العبادات التي يقوم بها المسلم من صلاة وصوم وزكاة وحج على سلوكه مع نفسه ومع الآخرين فتغيّر منه ما لا يتماشى وتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وترسّخ فيه أقوم الأعمال وأزكى الأفعال وبذلك تقرن الأقوال بالأعمال ويكون ظاهر المسلم كباطنه. ونحن نودع شهر رمضان المعظم فلا بد لكل واحد منّا من وقفات للمحاسبة والتأمل والتقييم. هل استفاد من الصيام؟ هل غيّر من سلوكه نحو الأفضل؟هل ازداد قربا من الله تعالى؟هل تمكّن الإيمان في قلبه وترسخ؟ إن المسلم الصادق إذا أقبل على شهر رمضان بنية صادقة لابدّ أن يجني الثمار كالصبر والإيثار والتسامح والتراحم وحسن اللسان والخشية من الله تعالى والالتزام بالسير على صراط رب العالمين وغيرها من الفضائل الكريمة التي دعا إليها الإسلام.