أقرّ رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري بأنه تسرّع في توجيه الاتهام الى سوريا في الماضي بشأن اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري مؤكدا أنه كان اتهاما سياسيا مسّ الشعب السوري والدولة السورية وخرّب العلاقة بين سوريا ولبنان. وفي حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» نشرته أمس وصف الحريري العلاقات بين لبنان وسوريا بأنها «علاقات تاريخية». وقال الحريري إن «صفحة جديدة في العلاقة مع سوريا فتحت منذ تأليف الحكومة، ويجب على المرء أن يكون واقعيا في هذه العلاقة لبنائها على أسس متينة، كما عليه أن يقيّم السنوات الماضية حتى لا تتكرّر الأخطاء السابقة». وأضاف الحريري: «من هنا أجرينا تقييمنا لأخطاء حصلت من جانبنا مع سوريا مسّت بالشعب السوري وبالعلاقة بين البلدين». وتابع قائلا: «علينا أن ننظر دائما الى مصلحة الشعبين والدولتين وعلاقتهما، ونحن في مكان ما ارتكبنا أخطاء، ففي مرحلة ما اتهمنا سوريا باغتيال الرئيس الشهيد، وهذا كان اتهاما سياسيا وهذا الاتهام انتهى». وعن موقفه من قضية «شهود الزور» قال الحريري: «حُكي الكثير عن هذا الموضوع وهناك أشخاص ضلّلوا التحقيق وهؤلاء ألحقوا الأذى بسوريا ولبنان وخرّبوا العلاقة بين البلدين وسيّسوا الاغتيال ونحن في لبنان نتعامل مع الأمر قضائيا». ويطالب «حزب اللّه» الحكومة اللبنانية بفتح ملف شهود زور تحدثوا عن تورط مسؤولين سوريين ولبنانيين في جريمة الاغتيال، لكن المدّعي العام للمحكمة الدولية دانيال بلمار أعلن أن المحكمة غير معنية بهؤلاء الشهود. وبشأن المحكمة الدولية قال الحريري. لا أريد أن أتكلم كثيرا عن المحكمة لكنني سأقول فقط إن للمحكمة مسارها الذي لا علاقة له باتهامات سياسية كانت متسرّعة. وأضاف الحريري: «هناك محكمة موجودة وتقوم بعملها وعلينا أن ننظر في الأمور وإجراء مراجعة لها». وأشاد الحريري في المقابلة بالدور الذي يلعبه العاهل السعودي الملك عبد اللّه بن عبد العزيز في استقرار لبنان والمنطقة مؤكدا أن السياسة السعودية تشكل شبكة أمان للواقع اللبناني والعربي.