هبّت عواصم عديدة ومؤسسات إسلامية ومسيحية أمس للتنديد بعزم كنيسة «دوف وورلد أوتريش سنتر» لحرق نسخة من القرآن الكريم بعد غد السبت ساعية إلى الحيلولة دون هذا الأمر فيما وصفت جهات إسلامية أمريكية الدعوة لاحراق المصحف ب«النازية». وهرعت واشنطن ممثلة في وزارة خارجيتها والبيت الأبيض إلى التحذير من مغبة احراق المصاحف. القوات في خطر وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيتس الليلة قبل الماضية إن هذه الدعوة تضع قواتنا في خطر، وأي نشاط من هذا يمثل مصدر قلق بالنسبة إلى إدارتنا من جهتها، أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن ارتياحها للإدانة الواضحة لهذا العمل الذي وصفته ب«المشين». وأعلنت كلينتون عن سعي إدارتها إلى ايجاد أرضية مشتركة بين جميع الناس. كما ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي بخطط حرق المصحف واصفا إياها بالأمر المقيت والمتعارض مع القيم الأمريكية. واعتبر ان الحرية الدينية وحرية التعبير من «المبادئ السياسية للمجتمع الأمريكي» وان مثل هذا العمل مناهض لأمريكا. تجديد العزم في المقابل، جدّدت الكنيسة عزمها الماضي في حرق المصحف في الذكرى التاسعة لاحداث الحادث عشر من سبتمبر. وقال القس تيري جونز صاحب الدعوة لشبكة «سي.أن.أن» «نأخذ تصريحات الجنرال ديفيد بترويس على محمل الجد» ونحن أيضا قلقون جدا من العواقب التي قد تنجر عن حرق المصحف، ولكننا أيضا عاقدون العزم على حرق نسخ من القرآن. وتابع «ندرك ان هذا العمل قد يسيء إلى الأشخاص وإلى المسلمين.. إلا أنني أعتقد أن الرسالة التي سنحاول تمريرها أهم من شعور أي شخص بالإساءة.. وهي أي الرسالة أننا لا نستطيع التراجع أمام أخطار الاسلام حسب زعمه. وأردف: نريد ان نقول للعناصر المتطرفة في الاسلام لن يتم التسامح معكم في الولاياتالمتحدة على حد ادعائه. وردّت شخصيات إسلامية مرموقة على مزاعم القس المتطرف حيث أكد بليمون الأمين إمام «مسجد الإسلام» الواقع في ولاية «أتلانتا» أن ما يهدّد جونز بفعله يشبه جرائم «النازيين» إذ ان انطلاقتهم السياسية كانت بمسيرة احراق الكتب وتطورات في وقت لاحق لتصل إلى احراق البشر. وقلل الأمين من نجاعة الجريمة النكراء مشيرا إلى أن القرآن الكريم محفوظ في صدور المؤمنين، داعيا القس إلى قراءة القرآن وتدبر ما جاء فيه عن عيسى عليه السلام ومريم العذراء. من جانبها، دقت طهران ناقوس الخطر محذرة من التداعيات الخطيرة للأمر. وشددت على ان عملا مثل هذا النوع يثير مشاعر لا يمكن ضبطها في الدول الإسلامية. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبراست «ننصح الدول الغربية» بمنع استغلال حرية التعبير لإهانة الكتب المقدسة. وندد الفاتيكان بدوره بهذه الدعوة واعتبر انها تتعارض مع الإيمان المسيحي.