معظمها اندثر ولم يبق منها الا أثر يشير الى عراقة في المعمار وتميز في الطابع الفني... إنها باختصار «أسبلة بنزرت» التي مثلت لفترات هامة من حياة متساكني هذه الجهة مضخات إن صح الوصف لمدهم بالماء وتأمين الأنشطة الفلاحية خصوصا بعدد من المعتمديات ويعد «سبيل الجرينة» كما هو متعارف لدى كثير من «البنزرتية» أو سبيل يُوسف داي من المعالم التاريخية الهامة التي تزخر بها بنزرت. وقد جاء في مؤلف: «هذه بنزرت» للاستاذ «رشيد الذوادي» أن نمط بناء هذا المعلم هو نمط أندلسي وتم على يد المعلم (علي بن ديسيم الاندلوسي) في أوائل ربيع الثاني عام 1041 ه 1632م وعليها قصيدتان عربية وتركية. كما أمر هذا الداي بتأسيس سبيل باب المدينة... وبعد سبيل باب الجديد من أقدم هذه الاسبلة. هذا علاوة على أسبلة كل من «محمد أبو قعقع» وباب الخوخة وسبيل سوق النجارين الذي يعد من أروعها على الاطلاع، وقد خلد مؤسسها من الدايات والبايات في نقائش تاريخ احداثها الذي غالبا ما وافق أياما من شهر رمضان المعظم.. عين بيطار على حافة طريق بنزرت هذا ومثلت عين بيطار الشهيرة الواقعة بمعتمدية منزل جميل بالجهة منبع ماء يلتجئ إليه العطشى من المسافرين والمارة ومتساكني هذه المنطقة لحقبات من الزمن لوقوعها على حافة طريق بنزرت... وقد أسسها الداي ابراهيم الشريف عام 1703م. إيمان عبد الستار مساجد لها تاريخ جامع المراكشية: بناه الحافظ عبد الحق علناس الحومي يعتقد أهالي جمال ان جامع المراكشية سمي بهذا الاسم نسبة الى ولية صالحة تدعى «للّة المراكشية» والحال ان المعطيات التاريخية تؤكد بأن حكاية الولية لا تعدو ان تكون سوى رواية رددتها الذاكرة الشعبية وصدقتها لان مؤسس الجامع هو قائد ينتمي الى عائلة أمير الموحدين يدعى عبد المؤمن بن علناس الحومي. وكان عبد الحق حافظا على سوسة وقد هجم عليه النورمان وأسروه واقتادوه الى صقلية رفقة زوجته وابنه فافتداه أمير الموحدين. ولما عاد رفض ان يقطن بمدينة أسربها فاختار مكانا وسطا واستقر بمدينة جمال وبنى دار الشرع المستغلة حاليا كمركز للصم كما بنى قصرا عرف كالجامع بقصر المراكشية نسبة لجيش الموحدين القادم من مراكش لطرد النورمنديين واستعمل جانبا من القصر في بداية الأمر كبيت للصلاة قبل ان يحول رسميا الى جامع. وشهد عملية توسيع وصيانة سنة 1975، ويقال أنه توجد وراء المحراب قبة صغيرة اختلفت الاراء حول من يكون بها فمن قائل بأن بها زوجة القائد عبد الحق علناس الحومي ومن قائل بأن الولية «للة المراكشية» هي التي ترقد تحت هذه القبة.