«مرحلة مفصلية في الاصلاح وفي بناء الدولة، مشروع منارة، سيكون له تاثير كبير على السكان الفلسطينيين وزرع الامل في سلام دائم»: طوني بلير «لا علم له بعلاقة شركة «وطنية « بكيوتيل وبجي بي مورغان وكل ادعاء بانه فعل ما فعل لهدف غير مساعدة الشعب الفلسطيني، هو من باب التشهير». ماثيو دول الناطق الرسمي باسم طوني بلير بعد ان انقذ العراق من ديكتاتورية صدام حسين، واقام الرفاه والتطور والامن في ربوعه، اتجه طوني بلير لانقاذ فلسطين، وبمباركة دولية شرعية، تتجاوز التفرد الثنائي الامريكي البريطاني، الذي لم يكن يتمتع بهذه الشرعية في العراق. في فندق اميركان كولوني في القدسالشرقية يحتجز رئيس الوزراء البريطاني السابق عشر غرف بقيمة مليون دولار سنويا، ليأتي اليها بضعة ايام في الشهر، ساعيا لاحلال السلام في المنطقة، وانقاذ فلسطين من براثن التطرف والارهاب، وتحسين الوضع المعيشي لابنائها. بضعة ايام في الشهر، لان الرجل موظف غير متفرغ لدى فلسطين، فلديه اكثر من وظيفة اخرى، منها انه مستشار لمصرف جي بي مورغان الاميركي الشهير براتب مليوني دولار في السنة. وعليه فقد طالبته الحكومةالبريطانية مؤخرا بالتصريح لدى الضرائب عن مصدر الثروة التي حققها بعد تركه منصب رئاسة الوزراء، وهي تساوي 15 مليون جنيه سترليني. صحيفة الديلي ميل التي نشرت الخبر عبر تقرير مطول في طبعتها «ذي ميل اون ساندي» لاول امس، اوردته ضمن تقرير مطول عن الانجاز الوحيد الذي حققه مبعوث الرباعية الدولية في فلسطين، وهو الحصول على الترددات المطلوبة من اسرائيل لتشغيل شركة الموبايلات «الوطنية». بعد ان رفضت الدولة العبرية ذلك منذ 2007. وقد كتب ديفيد روز قصة الصفقة بالتفصيل، منذ مساهمة جي بي مورغان عام 2007 في شراء الوطنية من الكويتيين عبر كيوتيل بقرض قيمته ملياري دولار منحه المصرف ثم اضيف اليه في العام الفائت 500 مليون دولار. وعليه فقد كان فشل تشغيل شركة الاتصالات هذه سيشكل خسارة كبرى للمصرف لا يتحملها في الظروف الاقتصادية الحالية. ومن هنا كان المطلوب من المبعوث الدولي ان يستعمل كل ما في سلطته الاممية لحل الازمة والحصول على الترددات المطلوبة من تل ابيب. بلير نجح في المهمة، وعليه خرج ديفيد دافيس النائب المحافظ ليصرح: «يجب التحقيق معه حول استغلاله لمهمته كمبعوث للسلام والافادة من مموليه» ورد عليه الناطق باسم بلير بأنه لم يكن على علم بعلاقة مموليه بالموضوع. على أية حال بلير معتاد على التحقيق، وعلى الخروج منه بسلام، لانه وعلى ما يبدو يعرف من اين يدخل. غير ان الملفت في هذه الفضيحة الجديدة، هو ان وسائل الاعلام البريطانية كشفت عن دور التابعين للسلطة الفلسطينية فيها، وعما اخذوه مقابل تمريرها، لكنها لم تكشف بالمقابل عما أخذه إيهود باراك الذي اشارت الى انه ساعد بلير في اقناع نتنياهو. فبخصوص السلطة اوضحت الديلي ميل وبالارقام فوائد شبكة تتكون من 3 أشخاص. فالاول حصل على عقد يحصر الاعلانات السنوية والحملات التي تنظمها الوطنية والتي تبلغ 700الف دولار بشركة الاعلان التي يملكها، والثاني وهو صديق الاول حصل على عقد بحصر تأمين أمن الشركة بالشركة الامنية التي يملكها وتحمل اسم «حماية»، والثالث وهو المستشار الاقتصادي الشخصي للرئيس هو رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني الذي يملك 43 بالمائة من «وطنية» ومدير «وطنية» في ان. ( وكل ذلك بحسب ديفيد روز في ديلي ميل ) اما بخصوص اسرائيل، فقد المحت المعلومات الى ان ترددها في الافراج عن الترددات كان مرتبطا بأسباب أمنية. وهنا مربط الفرس، خاصة وان القول بأن التفاوض حصل مع وزير الدفاع الاسرائيلي قبل رئيس الوزراء، يؤشر الى طبيعة موضوع التفاوض نفسه. فما الذي اخذه باراك من بلير ومن الفلسطينيين، في هذه الصفقة؟ واذا كانت الانباء نفسها تتحدث عن كون المهندس الذي اشرف على وطنية هو الان ريتشاردسون الذي سبق وأشرف على بناء شبكة اتصالات هاتفية في العراق بعد الاحتلال، كما تتحدث عن صفقات اخرى يعقدها رئيس الوزراء السمسار طوني بلير لصالح جي بي مورغان وغيره، في كل من الامارات وقطر والكويت، فما الذي يخسره العرب في هذه كلها؟ وما الذي يكسبه الاخرون؟