السيد بول بنديلا وشريكة حياته كوليت دوفال ينتميان إلى ولاية كاليفورنيا...وهما يعيشان منذ سنوات في سلام ووئام وتحت سقف واحد مع...مجموعة من الذئاب! تعايُش غير مُتَوقَّع، أتاح لهذه العائلة أن تصبح قِبلة الصحافة والتلفزيون، فالتُقِطت الصُور، وانتشر الخبر، واعتُبِرَ إعلانًا عن تدشين عصر الصداقة بين الذئاب والبشر! لكن بينما كان ثنائيّ كاليفورنيا يدافع عن أنّ الذئب إنسان لأخيه الذئب، أخذ القسّ تيري جونز في فلوريدا يؤكّد أنّ «الإنسان ذئب لأخيه الإنسان»! مهدّدًا بحرق القرآن! تراجع القسّ عن قراره بعد أن نجح في الإشهار لجماعته، وفي الانضمام إلى أوركسترا العازفين على «الإسلاموفوبيا» وعلى كلّ «فوبيا» من شأنها تحقيق «مكاسب» سياسيّة! ولو نفّذ تهديده لما كان أوّل من يفعل، فإحراق الكتب «حرفة» عريقة عابرة للحضارات والديانات، لم تبدأ مع حرق نصوص كنفوشيوس ولم تُختم بحرق ألف ليلة وليلة! ممّا يذكّرني والشيء بالشيء يُذكر، بحكاية الأعرابيّ الذي أخذَ جرْوَ ذئبٍ فقال أربّيه لعلّه يكون أنفع من كلب، فلمّا شبَّ جرو الذئب عدا على شاةٍ لصاحبه فقتلَها وأكل لحمها. الحكاية قديمة...إلاّ أنّي أكاد أُرجِّحُ أنّ إنسانَ اليوم ذئبُ الأمس! وأكاد أقول له ما قال أعرابيّ الحكاية لذئبه: «أكَلْتَ شُوَيهتي وَربيتَ فينَا، فَمنْ أَدْرَاكَ أنَّ أباكَ ذيبُ؟»