كشفت جهات دولية تعمل تحت اشراف وكالات تابعة للأمم المتحدة أمس أن خُمس العراقيين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و49 عاما لا يعرفون القراءة والكتابة، كما أنه هناك تفاوت واسع بين المناطق الحضرية والأرياف في نسب الأمية في هذا البلد الذي تحصل في ثمانينات القرن الماضي على جائزة اليونسكو لخلوه من الأمية. وأوضحت المصادر في تقرير لها نشر أمس أن نسب الأمية في العراق ارتفعت بصفة جنونية منذ غزوه حتى وصل معدل الأمية بين العراقيات الى 24٪ اي أكثر من الضعف لدى الرجال الذين بلغت نسبتهم 11٪. الطائفية العلمية وكشف التقرير ان معدلات الأمية تختلف من محافظة الى أخرى وذلك حسب الانتماء الطائفي فقد سجلت ديالى وبغداد وكركوك أدنى النسب في حين أتت دهوك والسليمانية والمثنى وميسان والقادسية في أعلى الترتيب. ولاحظ المشرفون على وضع الدراسة الدولية ان الأسرة العراقية التي يكون ربها أميا هي أكثر عرضة للحرمان من تلك التي يعرف معيلها باتقانه للقراءة والكتابة. وأشار التقرير الى ان الشبان الأميين لا يسمع لهم صوت في القضايا السياسية والاجتماعية. وانتقدت الدراسة «النقص في الوعي العام بالنسبة الى برامج محو الأمية» التي كانت في زمن الرئيس الراحل صدام حسين مجانية واجبارية. وكشفت الدراسة توسع الفجوة بين الريف والحضر حيث تبلغ نسبة الأمية في المناطق الريفية 25٪ بينما لا تتجاوز ال14٪ في المناطق الحضرية. حكومة بلا استراتيجية وفي الاتجاه ذاته أبرز التقرير انه من الأسباب التي فاقمت مشكلة الأمية في العراق اليوم هي غياب استراتيجية وطنية شاملة لمحو الأمية اضافة الى ضعف المؤسسات وعدم توفر التمويل الكافي لبرامج محو الأمية. وتشمل الأسباب كذلك عدم كفاءة الهيكل الاداري على مستوى المركز والمحافظة لاتخاذ مبادرات لمحو الأمية فضلا عن غياب التنسيق بين الجهات المعنية اي الحكومة والمجتمع المدني في المنظمات غير الحكومية. وشدد التقرير على ضرورة زيادة الالتحاق بالمدارس ومعالجة أسباب التغيب من أجل ضمان معرفة القراءة والكتابة، موضحا ان 19٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 سنة لا يذهبون حاليا الى المدرسة. وشارك في وضع التقرير كل من برنامج الغذاء العالمي وصندوق الأممالمتحدة للأطفال ووحدة المعلومات في الوكالة المختصة والحكومة العراقية.