اليوم في تونس واحد من أسعد الأيام وأمتع المواقف.. اليوم تلتقي جموع «أكبادنا تمشي على الارض وتحتشد في دروب الأمل وتصطف على طريق التحصيل واكتساب العلوم والمعارف». اليوم ينهض ملايين من براعم تونس المزدحمة ألبابهم الصغيرة بأحلام كبيرة، والضاجة حناجرهم بأناشيد الحب والوفاء «لمن علمونا الوفاء». اليوم صفحة أخرى تفتتح على وقع خطوات صغارنا الماشين على مسالك الصعود الى قمم الكبار، والراكضين سيرا حثيثا نحو المعالي، حيث معانقة المجد، ومصافحة المزيد من مآثر الوطن الغالي. وتتحرك جموع أبنائنا اليوم، مع مفتتح السنة الدراسية الوليدة، ومعهم تخفق قلوب الجميع، فالحركة المباركة حمالة حلم عزيز، والسعي العنيد لنشئنا فجر اليوم، اشارة أنيقة الى ان الشعب تنبه باكرا لمتجهات البناء والانماء وصناعة المجد. فالبلد الطيب، احتضن أبناءه وراهن على عقولهم النضرة، المشعة بيقين الايمان، وآمن بالعلم والمعرفة وبنور «اقرأ» خطا موصلا الى ترويض الصعاب وتطويع الأماني المتمنعة. والارض المخضرة روابيها خصبا وأملا، تنتظم ببنيها ابتداء من اليوم جحفلا مزودا بوقود الهمة، وفريقا طافحا بالعزة والمحبة الهادرة للوطن المفدى، لتسير في سنة «الشباب» الحبلى بالوعود التي لا تخيب، نحو مزيد من البشائر تبذرها البلاد في صدور الجيل الطالع طلبا للمعالي وابتغاء لما وراء العرش بالكد والجهد والبذل والمثابرة. هذا شباب تونسالجديدة صورة رائعة مختزلة لشعب تربى على التطلع للأفضل، والتسامي عن الدون والتأخر عن مقدمة الركب... هنيئا لتونس، قد ارتسمت في خلد صغارها أحلام كبار، واذا كانت النفوس عظاما تعبت في مرادها الاجسام... هنيئا لبلد بذل ما يملك من اجل ان يطلع هذا الشباب، حاملا للأمانة، مضطلعا بالرسالة، مقتدرا على قيادة شوط جديد من مسير البلد الذي صاغ ملحمة بهرت الدنيا وشغلت الناس... من هنا تبدأ الحكاية، وبأيدي فتيان البلد وفتياته، خيوط الفعل العبقري، ومدخل آخر لإسعاد الشعب وتشكيل التاريخ. أبشروا تبدأ الرحلة الآن... صمتا، يتحرك الآن، ركب ناشئتنا، فليحمل القضية أبناؤنا...