شكت نوال إبراهيم الحسن، أخت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من «المعاملة المزرية» لشقيقيها المعتقلين بالسجون العراقية سبعاوي ووطبان الحسن، اللذين أصدرت محكمة التمييز العراقية في ديسمبر الماضي حكمًا بإعدامهما بعد إدانتهما في قضية إعدام 41 تاجرًا عام 1992، وأكدت أنها رفعت شكوى الى منظمة الصليب الأحمر. وقالت إن نخبة من كبار المعتقلين بمن فيهم شقيقاها يتعرضون منذ أسابيع لمعاملة «قاسية جدًا في سجنهم الذي لا زال تحت يد الإدارة الأمريكية»، محذرة من تعرضهم لمخاطر على حياتهم جراء المعاملة غير الإنسانية التي يتعرضون لها. وأوضحت «أم حيدر» في تصريحات لصحيفة «القدس العربي»، أن معاملة الأمريكيين لمن تبقى في عهدتهم من كبار مسؤولي الدولة في عهد صدام أصبحت «قاسية جدًا وغير مبررة ويتم حرمانهم من أبسط حقوق الإنسانية». وكان هؤلاء المعتقلون محتجزين في سجن الكاظمية قبل أن يتم ترحيلهم إلى سجن منطقة كروبر بالقرب من مطار بغداد الذي تدير القوات الأمريكية جزءًا منه، حيث تقول «أم حيدر» إنهم لا يحظون بأي رعاية طبية وأجبروا على ترك متعلقاتهم الشخصية عند نقلهم بما في ذلك نظارات العيون الطبية. وذكرت أنها تلقت اتصالاً هاتفيًا من شقيقها سبعاوي في ثالث أيام عيد الفطر، ولمدة دقيقتين فقط قال لها فيه حرفيًا: «حالتنا يُرثى لها، نتعرض لمعاملة سيئة جدًا جدًا، لا توجد رعاية صحية، والطعام الذي يقدم لنا تعافه النفس البشرية ويصيبنا بالغثيان». ولا يسمح لسبعاوي بالزيارات والمقابلات العائلية، ويسمح له فقط بإجراء اتصال هاتفي لمدة عشر دقائق شهريًا، وتقول شقيقته إنه «يضطر الى تقسيم هذه الدقائق علينا وعلى بناته ويتحدث بسرعة حتى لا يفوت الوقت». وأوضحت «أم حيدر»، أنها تجري منذ أسابيع اتصالات مع أقربائها في العراق الذين يتمكن بعضهم من الاطلاع على ما تصفه ب«الجحيم» الأمريكي في العراق، وتوفرت لديها حزمة من المعطيات كما تقول بعد أن استمعت مباشرة الى شقيقها وآخرين حول حقائق المعاملة الأمريكية. ووصفت الطعام والشراب الذي يقدم للمعتقلين بأنه لا يصلح حتى للدجاج، ونقلت عن شقيقها القول بأن الملابس التي يجبر السجناء على ارتدائها تتكون من مادة البولستر التي ترفع الحرارة. وذكرت أن شقيقتها أرسلت عبر الصليب الأحمر بعض الطعام الى سبعاوي وغيره من المجففات إلا أن الأمريكيين يصرون على تناول الوجبات القادمة من الخارج خلال دقائق ثم يتلفونها في القمامة بعد ذلك رغم أنها مخصصة للصمود عدة أيام. والحال ليس بأفضل لشقيقها الآخر وطبان، إذ قالت «أم حيدر» إن ابنة شقيقها تمكنت من زيارته بصعوبة مؤخرًا دون معرفة مسبقة من جانبه، وعندما رأته كان مقيد اليدين إلى الكرسي وموضوعًا في الشمس الحارقة ومغطى العينين، وقالت: عندما استغربت الزائرة هذا الوضع هددت بالطرد وعدم إكمال الزيارة.