عقدت مؤخرا اللجنة الثقافية بدار شعبان الفهري جلسة خارقة للعادة بمشاركة الوجوه الثقافية والجمعياتية الناشطة بالجهة وخصصت للنظر في ايجاد تصورات ومشروع برمجة للدورة القادمة من ملتقى «محمد البشروش» العربي للقصة والدراسات النقدية والذي يتزامن مع الذكرى المائوية لميلاد محمد البشروش الذي ولد يوم 21 أفريل 1911 بدار شعبان الفهري حيث درس بها قبل أن يتخرج من دار المعلمين ويلتحق بالتدريس بمدينة نفطة أين تعرف على صاحب إرادة الحياة «أبو القاسم الشابي» ومصطفى خريف. وقد عرف البشروش بتأسيسه لمجلة «مباحث» وتفوقه في أدب الرسائل خاصةمع الحليوي والشابي وبمؤلفاته الروائية مثل «البرية» و«استعباد البنين» و«زوجة شرودة» و«فنان» وغيرها من الانتاجات الروائية. وسعيا الى توفير الضمانات والاستعدادات اللازمة لتنظيم دورة عربية متميزة لملتقى البشروش خلال الثلاثي الأول من السنة القادمة اجتمعت الأطراف الحاضرة على ضرورة القطع مع الأنشطة المتشابهة والوجوه المعروفة التي بقيت تراوح مكانها خلال الدورات السابقة، حيث طرح بشكل جدي مقترح لاستضافة الروائية أحلام مستغانمي والشاعر الشاب تميم البرغوثي. فأحلام مستغانمي قادرة لوحدها على إدارة رقاب هواة الرواية والابداع النثري، وهو ما يوفر الضمانات الكافية ليستعيد «ملتقى البشروش» علاقاته بالجمهور. أما تميم البرغوثي فهو صاحب تجربة شعرية شبابية تقطع مع المألوف وتندرج برمجته في اطار الاحتفال بالسنة الدولية للشباب وتقديم نموذج للشباب الذي يعانق النجاح والتميز بعيدا عن ملاعب الكرة وسائر التغييرات الابداعية الأخرى. مسألة الدعم المادي وتوفر الموارد اللازمة لانجاح الدورة القادمة لملتقى محمد البشروش طرحت بقوة ولئن اقترح السيد كمال مشماش رئيس اللجنة الثقافية أن تتعهد وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بتبني هذه الدورة بالكامل في اطار الاحتفاء بالسنة الدولية للشباب وباعتبار أن محمد البشروش توفي في الثالثة والثلاثين من عمره أي في عنفوان الشباب، فإن آراء أخرى اقترحت التعجيل ببرمجة وثيقة نهائية لفعاليات الدورة القادمة مع دعوة وزارة الاشراف وولاية نابل وبلدية دار شعبان الفهري الى مضاعفة المنح المرصودة لهذا الملتقى العربي دون التغافل عن معطى الاستشهار. فالأسماء المطروحة للدورة القادمة بإلامكان استثمارها في عقود تشاركية واستشهارية مع أكثر من مؤسسة لدعم الموارد المالية لتظاهرة أدبية مازالت ميزانيتها لا تكفي لاستقدام «مجموعة مزاودية» لليلة واحدة.