أصل الكتاب أطروحة دكتوراه ناقشتها صاحبتها في رحاب كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة سنة 2008 والكتاب في حد ذاته يتشكل من مقدمة وثلاثة أبواب لكل باب منها فصلان طرحت المقدمة إشكالية الموضوع وعرفت بالحداثة أين نشأت وكيف وصلت إلى الفكر العربي؟ ثم اختزلت محتوى الأبواب الثلاثة الواردة في الكتاب. الباب الأول بحث في «الحداثة في المرجعية الغربية» وقد اهتم فصله الأول بالمبادئ النظرية للحداثة في الفكر الغربي فقدم قراءة في مفهومها وفي دلالاتها الاصطلاحية واللغوية واستعرض تحولاتها الفكرية ثم تطرق فيما بعد إلى «الحداثة الغربية» ونظرية بناء ا لدولة واستطلع الفصل الثاني من الباب الأول «المراجعات الفكرية للحداثة الغربية وصنفها في اثنتين مراجعات النزعة العقلانية للحداثة» ومراجعات الحداثة الاجتماعية والاقتصادية». الباب الثاني قرأ «المشروع الحداثي في الفكر العربي الحديث» فتبين فصله الأول «بوادر الوعي بالحداثة في الفكر الإصلاحي من خلال رفاعة رافع الطهطاوي وخير الدين التونسي، فتعرض في فقرته الأولى إلى الممهدات التاريخية والموضوعية لظهور الفكر الإصلاحي وتحدث في فقرة ثانية عن الوعي الحداثي في أطروحات هذا الفكر من خلال الطهطاوي وخير الدين، أما الفصل الثاني فقد كرسه الباحث لدراسة العلمانية والدعوة إلى الحداثة العربية» فتحدث أولا عن بوادر العلمانية لدى عبد الرحمان الكواكبي ثم تطرق بعد ذلك إلى مساهمة المسيحيين العلمانيين في بلورة الفكر الحداثي العربي. أما الباب الثالث والأخير في الكتاب فقد استعرض «قضايا الحداثة السياسية والتحرر الاجتماعي في الفكر العربي المعاصر وقد بحث فصله الأول في «الواقع السياسي العربي المعاصر وفكر الحداثة» فقرته الأولى نظرت في الدولة العربية بين مبادئ الشريعة الإسلامية ومقومات السياسة الحديثة أما فقرته الثانية فقد تحدثت عن «الحرية السياسية في الفكر العربي المعاصر وتطرقت الفقرة الثالثة إلى مسألة الديمقراطية في هذا الفكر أما فصله الثاني فقد اتخذ من قضية المرأة نموذجا ليتحدث عن الحداثة الاجتماعية الفقرة الأولى فيه استطلعت معالم الفكر الحداثي لدى قاسم أمين في موضوع تحرير المرأة وحاولت الفقرة الثانية أن تتبين هل أن مشروع الطاهر الحداد هو رجع صدى لمشروع قاسم أمين أم هو تجاوز له؟ ودرست الفقرة الثالثة قضايا المرأة العربية بين تحولات الواقع والفكر النسوي وانتهى الكتاب بخاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع.