قبل أشهر قليلة قام رئيس بلديّة إحدى المدن التابعة لمحافظة مرسيليا بإصدار قرار بلديّ يمنع المواطنين من نشر غسيلهم في مواجهة الساحات العامّة والفضاءات العموميّة! رئيس البلديّة حسب صحيفة «Le Midi Libre» اعتبر الغسيل المنشور على السطوح والشرفات نوعًا من «الشغب البصريّ»!! ورأى أنّ من واجبه كفّ هذا الشغب عن مواطنيه!! ممّا ذكّرني ببلاد عربيّة عديدة كانت بلديّاتها سبّاقةً إلى إصدار قرارات مماثلة، مُحاولةً عبثًا طبعًا، منع الغسيل المنشور من مشاغبة عيون المارّة، خاصّة إذا كانوا من السيّاح. في الحالتين يبدو أنّ «الشغب البصريّ» مطلوب حيًّا أو ميتًا...ولكن في المكان الخطإ! ففي كلّ بيت من بيوت مواطني تلك البلديّة، ظلّت الأطباق «تبِيضُ» برامج من تلك التي تُسَمّى تلفزيون الواقع، وتتميّز بأنّ الكاميرا فيها تكاد لا تغادر غرفة النوم إلاّ لتذهب إلى بيت الاستحمام! إذنْ...ما حجمُ «الشغب البصريّ» الصادر عن المواطن «الغلبان» حين ينشر «القميص» أو «التبّان»، بالمقارنة مع «الشغب البصريّ» الذي تنتجه فضائيّات هذا الزمان؟ وماذا تفعل تلك الفضائيّات، وما لفّ لفّها في كلّ مكان، في معظم البرامج وفي أغلب الأحيان، غير «نشر الغسيل» على الهواء مباشرة، وحصريًّا، وبالألوان؟