ستواجه سوق المحطات التلفزيونية الاخبارية العالمية بالانكليزية منافسة مع اطلاق ايران في الثاني من تموز/يوليو المقبل قناة "برس تي في" التي تسعى الى كسر "هيمنة" منافساتها الغربية في هذا المجال. ولهذا الغرض ستوظف هذه القناة التلفزيونية صحافيين اجانب. وستكون برامج "برس تي في" مطابقة للبرامج التي تقدمها منافساتها مع بث نشرات اخبارية كل نصف ساعة ومقابلات وافلام وثائقية لكنها تريد في المقابل ان يكون مضمونها مختلفا في الجوهر. وسيكون شعار هذه المحطة "كسر هيمنة المؤسسات الاعلامية الغربية". ويقول محمد سرفراد مدير الاذاعة والتلفزيون في جمهورية ايران الاسلامية ان على "برس تي في" ان تقدم "رؤية بديلة" للاحداث. واضاف "منذ 11 ايلول/سبتمبر (2001) ادى الانحياز الغربي الى انقسام الاعلام بين المؤيدين لسياسة الغرب وبين المتعاطفين مع القاعدة" موضحا انه "من الممكن النظر الى الامور بمنظار مختلف". وتوظف المحطة 400 شخص وسيكون لها 26 صحافيا محليا في عواصم العالم منها القدس ونيويورك وواشنطن. وعلى المراسلات الالتزام بالزي التقليدي الايراني. واضاف ان "ايران والشيعة خصوصا اصبحوا موضوعا محوريا للاعلام في العالم. سنحاول ان نعرض على المشاهدين الغربيين وجهة نظر اخرى". واكد ان عددا كبيرا من رواد شبكة الانترنت اطلعوا على الموقع الالكتروني للمحطة التي تعتمد بشكل كبير على وكالات الانباء الغربية في نشراتها للاخبار الدولية. وتأتي هذه القناة الجديدة بالانكليزية لتكمل محطة "العالم" الفضائية التي تبث برامج بالعربية وتلقى رواجا بين الشيعة في الشرق الاوسط. وخلال الازمة التي نشبت بين طهران ولندن في اذار/مارس بشأن احتجاز عناصر في البحرية البريطانية في مياه الخليج بثت "العالم" حصريا صورا للبحارة احيانا قبل ساعات من القناة الاخبارية الرئيسية الناطقة بالفارسية. وتملك الاذاعة والتلفزيون في جمهورية ايران الاسلامية ايضا قناة "جام اي جام" التي تبث برامجها بالفارسية الى الايرانيين المقيمين في الخارج و"الكوثر" التي تقدم نشرات اخبارية ونقاشات دينية ومسلسلات ايرانية مدبلجة بالعربية. وتبث ايران بالاقمار الصناعية برامجها الى الخارج الا ان التقاط بثها في الداخل يبقى محظورا اذ تمنع ايران نشر الاطباق اللاقطة لعدم تعريض السكان "للانحطاط الثقافي" الذي تبثه القنوات الاجنبية. وتطلق الشرطة بانتظام حملات لجمع هذه الاطباق التي يحاول الايرانيون اخفاءها على اسطح منازلهم. وستنضم "برس تي في" الى سوق الفضائيات بالانكليزية التي كانت لفترة طويلة حكرا على شبكتي "بي بي سي" و"سي ان ان". وفي 2005 اطلقت روسيا "راشا توداي" وفي 2006 اطلقت فرنسا "فرانس 24" ثم "الجزيرة انترناشونال" النسخة الانكليزية لقناة الجزيرة الفضائية ومقرها الدوحة. واكد البريطاني بول كروو الذي وظف كصحافي في مقر برس تي في ان القناة "ستسمح للمشاهد بالاطلاع على الاخبار من زوايا مختلفة وآراء مختلفة ليكون بنفسه فكرة عن تطور الاحداث في العالم". واعتبر ان هذه الخطوة "مبادرة جريئة لكن سليمة من قبل ايران" وانها ستشكل "تحديا كبيرا للبلاد ولفريق برس تي في".