أسقط كاتب عام بلدية الجديْدة الحديثة معوقا من كرسيه وألحق به أضرارا جسدية عندما اتصل به قبل أيام في مقر البلدية طالبا رخصة بناء. هذا ما أكده المعوق وليد بن عمر (16 سنة) في شكواه التي قدمها الى مركز الحرس الوطني بالجديّدة لكن الكاتب العام نفى هذه الرواية ووصفها بالباطلة وغير المعقولة منطقيا وواقعيا. «لم يرأف بي ولم يقدّر إعاقتي العضوية وعجزي عن الحركة». هكذا تحدث المعوق وليد عن الكاتب العام قبل أن يروي ووالدته لنا ما حدث بالتفصيل. كانت بلدية الجديْدة على علم مسبق بمشكلة أسرتهما التي انطلقت قبل مدة طويلة نسبيا فهذه الأسرة اشترت قطعة أرض في الجديْدة الحديثة مثل عدد من المواطنين ثم لجأت الى البلدية لتحصل على رخصة في البناء فطال انتظارها فلم تجد بدّا من الشروع في البناء دون رخصة لكن البلدية تحرّكت وأصدرت قرارا في الهدم ونفذته. «معاناتي متواصلة» عادت الأسرة لتلتمس من جديد رخصة في البناء «كثر ترددي على مقر البلدية لكني كنت دائما اصطدم بجملة واحدة وهي «رئيس البلدية غير موجود» ومع ذلك لم أيأس». الكلام لوالدة وليد التي تضيف انها طلبت من ابنها يوم الواقعة ان يرابط أمام مقر البلدية ليعاين قدوم رئيسها على أن تستغل وقت الانتظار في الاعتناء بزوجها المريض. وقد اتصل بها وليد لاحقا وأعلمها بقدوم رئيس البلدية فأسرعت لتقابله. وأضافت ان الكاتب العام خرج غاضبا مزمجرا وأمسك بكرسي ابنها المتحرّك ودفعه بقوة فأسقطه على مدرج مقر البلدية وألحق به إصابات جسدية حادة تطلبت قدوم سيارة الحماية المدنية لتنقله الى المستشفى. «تلقيت الاسعافات اللازمة لكن معاناتي من الاصابات متواصلة». يضيف وليد قائلا: «كأن معاناتي من الإعاقة الجسدية لم تكن كافية حتى يتعمد الكاتب العام اسقاطي دون ذنب غير مطالبتي وبقية أفراد أسرتي برخصة في البناء». «لا يصدقها عاقل» «لا يمكن لعاقل ان يصدق هذه الرواية» هكذا ردّ الكاتب العام الذي أكد ان ذنبه الوحيد هو انتماؤه لمجلس بلدي يطبق القانون. وأوضح لنا الكاتب العام ان أسرة وليد اتصلت سابقا بالبلدية لتحصل على رخصة في البناء لكن طلبها قوبل بالرفض بعد التأكد من ان قطعة الأرض غير صالحة للبناء ولهذا صدر لاحقا قرار في هدم ما بنته الأسرة دون رخصة. وأضاف ان والدة المعوق الشاكي عادت لتطالب برخصة في البناء وأصرّت ساعة الواقعة على التحدث الى رئيس البلدية. وأكد الكاتب العام انه أخبرها بأن رئيس البلدية منشغل في تلك اللحظة بالتحدث الى مواطن آخر وطلب منها انتظار دورها. وواصل حديثه قائلا انه أمسك بكرسي وليد المتحرّك وحاول إعانته على الوصول الى مكان الانتظار داخل مقر البلدية لكن الكرسي فقد توازنه نتيجة عطب مسبق في احدى عجلاته فكان سقوط وليد رغم اجتهاده في منعه من ذلك. وأقسم الكاتب العام بأغلظ الإيمان على نفي ركن القصد في السقوط. وتساءل: «هل هناك مواطن يمسك بمعوق ويسقطه عن قصد حتى إذا كان قلبه متحجرا». وأضاف: «لو كانت هناك تهمة أخرى لقبلتها، أما هذه فلا». وكان الباحث استمع الى رواية المعوق وليد وتسلّم منه شهادة طبية تظهر طبيعة الأضرار في انتظار الاستماع الى الشهود ومعرفة الرواية الصحيحة.