كشف تقرير نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» أمس أن أقارب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يواجهون صعوبات وضغوطات من عدة أطراف في مسقط رأسهم بقرية العوجة القريبة من تكريت شمال بغداد. ويشكو أبناء عمومة صدام من أنهم متهمون من عدة جهات، ويقول أحدهم: «الجميع يحاول إثبات التهم علينا، وجرائم العصر ألصقت بنا وستبقى». ويضيف: «نحن أبناء عمومة صدام ونحن عراقيون حتى النخاع، وهذا الأمر لا يستطيع أحد إنكاره». وقال آخر: «الحكومة تنظر إلينا على أننا أعوان لصدام، وأغلب أهالي القرية صودرت ممتلكاتهم، فلا يحق لهم البيع والشراء لأي سبب كان، رغم أن هذه ممتلكاتنا التي حصلنا عليها بتعبنا ولم تكن هبة من الرئيس صدام.. فمن غير المعقول أن تتوقف عجلة الحياة على الماضي.. وأن تكون العقوبة جماعية.. نحن مع العدالة، إن كان أحد قد أساء فلا يعني هذا أن يعاقب الآلاف بجريرته.. نتمنى أن يكون الانصاف طريقا لتجاوز ملابسات الماضي». وبسؤالهم عن مناصرتهم لصدام، قال أحدهم: «لسنا الوحيدين من يفعل ذلك.. نحن في قرية تجمعها التقاليد العشائرية العربية المعروفة.. والرئيس صدام كان فردا من أبناء العشيرة.. وتربطنا به علاقة النسب والدم.. وهو لم يكن شخصا عاديا.. كان رئيسا لدولة العراق وأطيح به بتدخل عسكري أجنبي.. مناصرتنا له تنطلق من تلك المفاهيم.. وليس لاعتبارات سعى من جاء مع الاحتلال لترسيخها». وبعد جولة بسيطة في قرية العوجة، كان لا بدّ من التوقف عند قبر صدام وكان من بين الحاضرين قادم من بغداد كان يقرأ القرآن، وبسؤاله عما إذا من كانت له صلة قربى بصدام، أجاب: «لا. أنا لي صديق في قرية العوجة، وقد جئت إلى قبر صدام لأقرأ سورة الفاتحة عليه». وفي قاعة مجالس العزاء القديمة، دفن جثمان صدام، وفي الباحة الخارجية دفنت جثامين ولديه عدي وقصي وحفيده مصطفى وجثامين طه ياسين رمضان وعلي حسن المجيد وبرزان التكريتي وعواد البندر الذين أعدموا في أوقات متفرقة من الأعوام الماضية. ووضع بعض المواطنين في قاعة صدام حسين أكاليل من الزهور التي تيبست بفعل تقادم الزمن عليها وبعض الورود كانت صناعية فاحتفظت ببعض ألوانها، وكانت هناك بعض الصور القديمة له ومنهم من خط أشعارا تنعى رحيله. ويعلو الغبار البلاط المرمري الرمادي للقاعة المعتمة إلا من شباك ينير ما بداخلها، وكان هناك حارس واحد عند الباب. ويؤكد أحد أقارب صدام أن الكثير من العراقيين زاروا المكان ولم يمنعهم أحد من ذلك. وكان الوضع الأمني في القرية مع بداية الغزو الأمريكي عام 2003 قد تدهور كثيرا، أما اليوم فإنها تنعم بهدوء نسبي تعكره بعض الحوادث التي تحصل بين الحين والآخر وأغلبها بدوافع عشائرية.