كشفت بيانات حكومية أمريكية أن عدد الفقراء قفز العام الماضي إلى مستويات قياسية ليبلغ نحو 44 مليونا، أي ما يمثل نحو سُبع سكّان البلاد، وأوضحت البيانات أن هذا الرقم يعدّ قياسيا ولم يتم تسجيله منذ 51 عاما. ففي البلد الأغنى في العالم يعيش 43.7 مليون شخص تحت خط الفقر، وللعام الثالث على التوالي تشهد نسب الفقر في الولاياتالمتحدة ارتفاعا لتبلغ 14.3٪ عام 2009 مقابل 13.2٪ عام 2008، وفق ما جاء في بيانات مكتب الاحصاء الأمريكي. وعرض رئيس قسم الاسكان والأسر في مكتب الاحصاء ديفيد جونسون تقريرا سنويا عن الفقر والتأمين أظهر أن نحو 4 ملايين أمريكي انضموا العام الماضي إلى صفوف الفقراء ليرتفع عددهم إلى 43.7 مليونا، وهو العدد الأكبر منذ الشروع في جمع بيانات عن الفقر عام 1959. وتصنّف في عداد الأسر الفقيرة الأسر المؤلفة من أربعة أفراد والتي يقل دخلها السنوي عن 22 ألف دولار وفق المعايير الأمريكية. وتشير البيانات إلى أن واحدا من كل سبعة أمريكيين يعدّ ضمن الفقراء وأن من بين الفقراء الذين تم احصاؤهم 15.5 مليونا تقل أعمارهم عن 18 عاما. ويربط التقرير الجديد زيادة أعداد الفقراء بمعدل البطالة المرتفع، والذي بلغ في ذروة الركود الاقتصادي 10٪ وأيضا بوجود نحو 51 مليونا أمريكيا غير مشمولين بالتأمين الصحي العام الماضي، مقابل 46.3 مليونا في العام الذي سبقه. وأظهر التقرير أيضا ان عدد المشمولين بالتأمين في الوقت الحاضر هو الأعلى منذ 1987. وتابع جونسون أن التقرير الذي نشر أمس الأول أظهر ان عام 2009 كان عاما صعبا، فمع ارتفاع نسب البطالة لم تسجل المداخيل ارتفاعا، فضلا عن ازدياد عدد المواطنين غير المشمولين بالتأمين الصحي. وأوضح التقرير أن معظم فقراء الولاياتالمتحدة من أصول افريقية أو اسبانية، وصنف 12.3 مليونا من ذي الأصول الاسبانية (أي 25.3٪) من الفقراء وأن من بين المصنفين فقراء داخل الولاياتالمتحدة 9.9 ملايين من السود (25.8٪) و12.5٪ من الآسيويين و9.4٪ من البيض غير الاسبان. وحسب الجهات تعدّ ولايات الجنوب (لويزيانا وميسيسيبي وألاباما) الأشدّ فقرا (15.7٪ من سكانها). وأوضح التقرير أيضا انه حسب الفئة العمرية يعتبر الأطفال أشدّ المتضررين من آفة الفقر حيث يعيش 15.5 مليون طفل تحت خط الفقر بينما لا يتمتع 10٪ من الأطفال بالتأمين الصحي.