كشفت دراسة أعدها الكاتب المصري عامر عبد المنعم رئيس تحرير موقع «العرب نيوز» أن «الامبراطورية الأمريكية» تتجه نحو السقوط، مدعما ذلك بجملة من الحقائق والأرقام والتي في مقدمتها التردي الاقتصادي الذي تعانيه الولاياتالمتحدة نتيجة ارتفاع الانفاق العسكري والحربين اللتين تخوضهما واشنطن في أفغانستان منذ أواخر عام 2001 وفي العراق منذ عام 2003. وقال الكاتب ان «الامبراطورية» الأمريكية في النزع الأخير تنتظر لحظة الوفاة وان التاريخ سيكتب ان نهاية هذه الدولة المارقة أكبر دولة ارهابية عرفها التاريخ كانت على أيدي المسلمين المقاومين في العراق وأفغانستان». الانهيار الاقتصادي وخلصت الدراسة الى أن «الانهيار الوشيك للامبراطورية الأمريكية» هو نتيجة حتمية للانهيار الاقتصادي كما انتهى الحال بالامبراطوريات التي سبقتها مثل انهيار الاتحاد السوفياتي وتفككه مطلع التسعينات في القرن الماضي رغم انه كان قويا عسكريا لكن الاستنزاف الاقتصادي وتراكم الديون كانا السببين الرئيسيين في الانهيار وهو ما حدث أيضا مع الامبراطوريات الفرنسية والبريطانية والعثمانية. وأشارت الى اقتراب الولاياتالمتحدة من الافلاس وأن الانهيار بات وشيكا جدا «أسرع مما نتخيل وسنجد أنفسنا أمام هذا السقوط المفاجئ مثلما فوجئنا بانهيار الاتحاد السوفياتي بسرعة كبيرة.» وأوردت الدراسة 22 دليلا ومجموعة من العوامل التي ترى أنها مؤشر على انهيار الولاياتالمتحدة وعلى رأسها ارتفاع العجز في الميزانية الأمريكية الى مستويات غير مسبوقة اذ أنه بلغ 1.342 تريليون دولار في العام الجاري استنادا الى مكتب الميزانية بالكونغرس (والذي توقع أيضا عجزا قدره 1.066 تريليون دولار للسنة 2011. كما استندت الدراسة أيضا الى ما أعلنه البيت الابيض في فيفري الماضي عن عجز يقدر ب8.53 تريليون دولار في الميزانية طوال 10 سنوات وتوقع الخبراء ان تتسبب موازنة عام 2011 في عجز يقارب 10 تريليونات على مدى 10 سنوات. وأرجع معد الدراسة ارتفاع العجز الأمريكي الى زيادة نسبة الاستيراد وتراجع الصادرات الأمريكية الى الخارج وتقول الدراسة ان من مؤشرات الانهيار الوشيك ارتفاع الديون العامة خلال السنوات العشر الماضية من 5.647 تريليون دولار بنسبة 58% من الناتج المحلي الاجمالي سنة 2000 الى أكثر من 13 تريليون في العام الجاري استنادا الى مؤشرات وزارة الخزانة الأمريكية أي حوالي 93% من اجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة متوقعة أن يصل في عام 2015 الى 19.7 تريليون أي 102.6% من الناتج المحلي أي أن أمريكا لا محالة في طريقها الى الافلاس. وأشارت الدراسة الى أن الصين التي تملك نحو تريليون دولار من سندات الخزينة وأوراق الدين الأمريكية قادرة على اسقاط الاقتصاد الامريكي ان أرادت وذلك بالتخلص من هذه السندات في أي لحظة. وأضافت الدراسة ان التكلفة الباهظة لحرب أفغانستان لغزو العراق، تقدر بين عامي 2002 و2008 بما يعادل 1.6 تريليون دولار وليس كما قدرتها ادارة الرئيس السابق جورج بوش بأنها تتراوح بين 50 و60 مليون دولار فقط. كما ترى الدراسة أن تزايد معدلات الفقر في أمريكا دليل على «الانهيار الوشيك» اذ ارتفعت معدلات الفقر الى أعلى مستوى لها في نصف قرن حيث تجاوز عدد الفقراء الأمريكيين العام الماضي 43.6 مليون شخص وأكد مكتب الاحصاء الأمريكي أن معدلات الفقر ارتفعت الى نسبة 14.6% من اجمالي السكان في عام 2009 مقارنة بنسبة 13.2% عام 2008. وارتفع عدد الأمريكيين المحرومين من التأمين الصحي من 46.3 مليونا عام 2008 الى 50.7 مليونا في 2009 مما يعني 16.7% من مجموع السكان.