يجتمع زعماء العالم، وتنضم إليهم قيادات منظمات المجتمع المدني والمؤسسات والقطاع الخاص، بمقر الأممالمتحدة يوم غد الاثنين ولمدة ثلاثة أيام؛ لتشجيع ودعم العمل الجماعي لمكافحة الفقر المدقع والجوع والمرض. وسيضم «مؤتمر قمة الأممالمتحدة» المعني بالأهداف الإنمائية للألفية، وهو رسميا جلسة عامة رفيعة المستوى للجمعية العامة، زعماء العالم لكي يلتزموا بخطة عمل لتحقيق الأهداف الثمانية المتعلقة بمكافحة الفقر بحلول موعدها المحدد في عام 2015. ووفقا لبيان صادر عن الأممالمتحدة، فمن المتوقع أن يحضر حوالي 150 من رؤساء الدول والحكومات هذه القمة، التي تعقدها الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل مناقشاتها رفيعة المستوى السنوية ويرأسها رئيسا الجمعية، جوزيف دايس (سويسرا)، والمنتهية ولايته، وعلي عبد السلام التريكي (ليبيا). ويأتي مؤتمر القمة في وقت حاسم لحشد الالتزامات والتعجيل بإحراز التقدم، بعد انقضاء عشرة أعوام على التزام قادة العالم بالأهداف المحددة في إعلان الألفية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون في تقريره، «الوفاء بالوعد»، الذي صدر في وقت سابق من العام الجاري: «يجب علينا ألا نخذل المليارات من السكان الذين يتطلعون إلى أن يفي المجتمع الدولي بالوعد الذي قطعه في إعلان الألفية من أجل عالم أفضل». وأضاف: «وعالمنا يملك المعارف والموارد اللازمة لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية» موضحا أن القصور عن بلوغ هذه الأهداف «سيكون إخفاقا غير مقبول من الوجهتين الأخلاقية والعملية». ووفقا لتقرير الأهداف الإنمائية للألفية 2010 الصادر عن الأممالمتحدة، وهو آخر التقارير المرحلية عن إنجاز الأهداف، حقق عدد من البلدان إنجازات كبرى في مكافحة الفقر، وتحسين الالتحاق بالمدارس وصحة الطفل، والتوسع في إمكانات الحصول على المياه النقية، وتعزيز مكافحة الملاريا والسل، وزيادة سبل الحصول على العلاج من فيروس نقص المناعة البشرية. ويضيف التقرير أن هذه الإنجازات حدثت في البعض من أشد البلدان فقرا، مما يبرهن على أن الأهداف الإنمائية للألفية قابلة فعلا للتحقيق بإتباع السياسات الصحيحة، وتوفير المستويات الكافية من الاستثمار، وتقديم الدعم الدولي. ولكن التقدم المحرز كان متباينا، وما لم تبذل جهود إضافية من المحتمل ألا تتمكن بلدان كثيرة من تحقيق عدة أهداف، وفقا لما جاء بالتقرير. فما زال حوالي 1.4 مليار شخص يعيشون على أقل من 1.25 دولار في اليوم، وهو خط الفقر الدولي الذي حدده البنك الدولي، ويعاني نحو مليار شخص من الجوع، ويموت ما يقرب من تسعة ملايين طفل في كل عام قبل أن يبلغوا عامهم الخامس، وتموت مئات الآلاف من النساء بسبب مضاعفات الحمل والولادة في كل عام، ولا يتمتع سوى نصف سكان العالم النامي بالمرافق الحسنة للصرف الصحي، من قبيل دورات المياه أو المراحيض.