قالت مصادر متطابقة ان الوضع في مدينة النجف الشيعية العراقية «رهيب» وان المدينة تبدو وكأنها مدينة اشباح... بل ان صحيفة «الشرق الأوسط» العربية نقلت عن شاهد عيان قوله عن النجف ان «الخارج منها مولود. والداخل اليها مفقود». وتشهد مدينة النجف معارك ضارية وشبه مسترسلة منذ تسعة ايام... واكدت التقارير ان عائلات كثيرة غادرت النجف حاملة معها كل ما امكنها حمله... مدينة... اشباح مدينة النجف اصبحت على حد قول آخر النازحين مدينة اشباح رغم دوي الانفجارات واصوات الرصاص. ونقلت صحيفة «الشرق الاوسط» العربية عن حسن المشهداني قوله ان مدينة النجف اصبحت بين فكّي الرصاص: رصاص اجنبي لقوات الاحتلال ورصاص محلي يسمى هناك برصاص جماعة «الستريلا» في إشارة محلية الى صواريخ «الستريلا» المحمولة على الكتف والتي يستخدمها انصار الصدر ضد الطائرات والدبابات والآليات الامريكية. واكد الشاهد النازح على التوّ من المدينة ان النجف شبه خاوية وعند بداية منطقة ابو فجير باتجاه خان النصر بين كربلاء والنجف ترتفع اصوات الرصاص وعلى جانبي الطريق تراق الدماء. وحسب الشاهد ذاته فإن الجثث تسكن على الارض حتى يهدأ القتال ساعات قليلة لتخلى ويتجدد امتلاء الشارع بجثث أخرى.. كل الطرق... تقود الى.. المعركة وللحصول على المواد الغذائية يتوجب على العدد القليل من السكان المتبقين التحوّل الى المناطق الريفية المجاورة للنجف في مغامرات محفوفة بالمخاطر.. وبالقرب في ضريح الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وقف حسن (الشاهد) ليشاهد ما يعرف ببحر النجف (وهو ليس بحرا) وقد تحوّلت القوات الامريكية عند منحدره الى قطع صغيرة لبعد المسافة المنحدرة عن مرقد الامام. وعلى الجانب الايمن «ينام الموتى الذين لم تسلم قبورهم من الرصاص» بينما يتمركز انصار الصدر (عناصر جيش المهدي) داخل المقابر لإطلاق صواريخهم باتجاه الطائرات او الدبابات... وحسب الشاهد ذاته فإن المشهد يبدو اكبر من حرب وخوف من الآتي. ويدخل الزائرون الى المدينة المقدسة من ثلاث خانات هي خان الربع الذي يبعد عن مدينة كربلاء 18 كيلومترا وبعد خمسين مترا منه يأتي خان النص الذي كان موقعا للخيل والتجارة والجيش وهو من بقايا الدولة العثمانية وطريق الديوانية باتجاه النجف لا يشبه طريق الحلة اليها لكن كل الطرق تؤدي في هذه الايام الى القتال... وقد تحوّلت المدينة الى مدينة اشباح وموت ورصاص بعد ان كانت مدينة لكل الزائرين من انحاء العالم الاسلامي يطلبون فيها رؤية مرقد ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.. النجف: «الخارج منها مولود.. والداخل اليها مفقود»