لقي عديد الأمريكيين مصرعهم أمس وأول أمس في عمليات جديدة للمقاومة العراقية في الموصل والأنبار فيما تواصلت المعارك بين جيش المهدي وقوات الاحتلال في مدن الوسط بالأساس مقابل هدنة مؤقتة في مدينة الصدر ببغداد. وتكبد الجيش الأمريكي مزيدا من القتلى في محافظة الأنبار غربي العراق حيث بات قتل جنود ال»مارينز» بأيدي رجال المقاومة العراقية يتم بشكل منتظم وربما بشكل يومي... ضربات يومية واعترف الجيش الأمريكي أمس بمصرع اثنين من أفراد «المارينز» أول أمس خلال اشتباك مع المقاومين في هذه المحافظة التي تضم بالأساس مدينتي الفلوجة والرمادي. وجاء في البيان ذاته أن الجنديين قتلا خلال عملية للجيش الأمريكي دون تحديد المكان الذي قتلا فيه. وفي الموصل بشمال العراق قتل أمس «مدنيان» أمريكيان وجرح ثالث في هجوم بالأسلحة الرشاشة نفذه 3 رجال ملثمين من سيارة مسرعة وفق ما قالته قناة «الجزيرة» القطرية في حين تحدث الجيش الأمريكي عن مصرع عنصر أمن أجنبي واحد في العملية التي وقعت في حي «سومر» جنوب شرقي المقاومة التي تعد أحد معاقل المقاومة في شمال العراق. وذكر شاهد عراقي لوكالة الأنباء الفرنسية أنه شاهد احد الرجال الثلاثة وهو يطلق النار من فتحة في سقف السيارة باتجاه سيارتين رباعيتي الدفع. وأضاف أن رجلا آخر فتح النار أيضا من الباب الخلفي مشيرا إلى أن احدى السيارتين التي كان على متنها الأمريكيون تمكنت من الافلات في حين أصيبت الأخرى بالرصاص. وحضرت قوة أمريكية الى موقع الهجوم لاحقا وأسعفت جريحا ثم نقلت السيارة من المكان. وأعلنت أمس الخارجية البريطانية من جهتها أن عسكريا بريطانيا سابقا كان شريكا لشركة مصرية تعمل في مجال الاتصالات قتل يوم الجمعة الماضي في بغداد برصاص مسلح عراقي اقتحم عليه منزله وأرداه قتيلا. وفي بغداد أيضا دوى أمس صوت انفجار ضخم وذلك غداة التفجير الذي أسفر عن مصرع عز الدين سليم الرئيس الدوري لمجلس الحكم الانتقالي على مقربة من المقر العام لقوات الاحتلال. وتعرضت الليلة قبل الماضية بلدة «بيجي» الواقعة إلى الشمال من تكريت لقصف بالمروحيات الأمريكية بعد قليل من هجوم شنته المقاومة العراقية على قاعدة لقوات الاحتلال في المنطقة. وفي منطقة «الفهامة» عند المنفذ الشمالي لبغداد، تم تفجير أنبوب ينقل النفط من حقول الشمال إلى مصفاة الدورة جنوبي العاصمة العراقية. وتشكلت أمس سحابة كبيرة من الدخان نتيجة النفط المشتعل. **معركة طويلة وتجددت صباح أمس الاشتباكات في كربلاء موقعة 8 شهداء عراقيين و13 جريحا على الأقل. وتحدث شهود عراقيون عن اشتباك «شرس» على بعد 100 متر من مرقد الإمام الحسين حيث تصدى مقاتلوا جيش المهدي ببسالة للدبابات الأمريكية التي تستهدف منذ أيام مسجد المخيم حيث يوجد مقر قيادة أنصار الصدر. وكان الجيش الأمريكي ادعى أول أمس أنه قتل أكثر من 50 من أفراد جيش المهدي لكن المصادر الطبية العراقية في المدينة أكدت استشهاد عراقيين فقط. وغير بعيد عن مرقد الامام علي في النجف كانت الاشتباكات قد تجددت الليلة قبل الماضية بين جيش المهدي والقوات الأمريكية التي أطلقت قنابل مضيئة شمالي المدينة. ويقول مراقبون إن أنصار الصدر يعملون على استدراج القوات الأمريكية خلال الليل لأنهم يعرفون جيدا المدن التي يقاتلون دفاعا عنها وخصوصا كربلاء والنجف وفي الديوانية تحاول القوات الأمريكية منذ أيام اقناع السكان بالانقلاب على مقتدى الصدر. ومقابل استمرار القتال في الوسط توصلت الزعامات العشائرية في مدينة الصدر ببغداد الى اتفاق مع قوات الاحتلال الأمريكي على هدنة لمدة يومين اعتبارا من أول أمس الاثنين. ومن المقرر أن يعقد اجتماع جديد لأجل بحث تمديد الهدنة التي وافق عليها جيش المهدي. وبعد التوصل الى هذا الاتفاق خلت شوارع مدينة الصدر أمس من أي وجود مسلح.