4 جثامين دفعة واحدة خرجت من نفس المنزل زوال يوم أمس الثلاثاء على إثر صلاة الظهر إلى مثواهم الأخير.. المشهد لا يمكن وصفه لأنه يختزل كارثة ألمت بعائلة واحدة وأنهت حياة أغلب أفرادها في حادث مرور فظيع اهتزت له مدينة صفاقس أول أمس.. جديد الحادثة المؤلمة ليس تفاصيل الدفن المؤثرة التي أدمت القلوب و أدمعت الأعين ، بل التفاصيل الأخرى التي تؤكد أن الضحية خالد الذي لقي حتفه رفقة 3 من أفراد عائلته هو عريس جديد و إن عروسه ماتت معه في نفس الحادث وهي ربما حامل في الأشهر الأولى وهو ما لم يتسن لنا تأكيده أو نفيه.. كل أهالي صفاقس يتحدثون عن هذه التفاصيل الحزينة وعن المأساة العائلية التي أتت على 4 أنفار من أسرة واحدة في حادث مرور فظيع جد فجر يوم الإثنين بنابل على مستوى الطريق الرئيسية GP1، الحادث الذي انفردنا بنشره في عدد يوم أمس الثلاثاء حصل بعد نصف ساعة فقط من نهاية الموسيقى و الزغاريد، أي مباشرة بعد أن غادرت العائلة أجواء حفل عرس انتظم بنابل يوم الأحد وحضرته عائلة «غرس الله» أصيلة جزيرة قرقنة و قاطنة بصفاقس.. هي مشيئة الرحمان التي شاءت مثل هذه النهاية الأليمة لأفراد عائلة واحدة معروفين عند القاصي والداني بدماثة أخلاقهم، وكانوا فيما مضى من الزمن متماسكين متحابين متآلفين، وتآلفهم تواصل حتى لما لقوا حتفهم جميعا في لحظة واحدة بعد أن التحمت أجسادهم وامتزجت دماؤهم التي سالت من الأجساد لحظة الفراق الأبدي .. فعلا امتزجت دماؤهم وهو ما تؤكده الصور النادرة التي حصلت عليها «الشروق» من موقع الحادث.. الصور تغني عن كل محاولات الوصف، فسيارة عائلة «غرس الله» القاطنة بطريق جبنيانة سيدي منصور بصفاقس فرمت بمن فيها وأجسام الضحايا التحمت بعضها ببعض وكأنها تتحدى الزمن لكي لا تفترق حتى بالموت.. 4 أشخاص من عائلة واحدة لقوا حتفهم في «وفاة جماعية» سببها حادث مرور شنيع تقول تفاصيله إن صاحب شاحنة ثقيلة كان فجر أول أمس يحمل على ظهر وسيلة نقله كميات من الآجر المعد للبناء بمدخل مدينة نابل، لحظة الحادث كانت الشاحنة في وضع تجاوز..أنهى السائق المجاوزة ليجد نفسه وجها لوجه مع سيارة الضحايا فيدهسها في مرحلة أولى و لما انقلبت استقرت الشاحنة الثقيلة فوقها ففرمتها بمن فيها .. الأبحاث الأولية التي تكفل بها أعوان حرس المرور بنابل تؤكد هذه المعطيات التي استقتها «الشروق» في الواقع من أفراد عائلة غرس الله التي فقدت الأب محمد شهر الحبيب و إبنته جنات، وابنه خالد وزوجته.. هم الآن في عداد الأموات لتبقى مأساتهم الحديث الحزين بالشارع.. رحمهم الله جميعا ورزق أهلهم وذويهم جميل الصبر والسلوان و«إنا لله و إنا إليه راجعون»...