بعد أن أشهر الإشهار زواجه على العرف الجاري بالبرمجة وأطلق طبول أعراسه في كل فقرة وفترة تلفزية بقنواتنا تونس 7 و21 وحنبعل ونسمة. وبعد أن كلّت الصدور والنفوس والأمخاخ وملّت ضجيج وهرج مراسم زواج المتعة هذا الذي يأخذ من راحة المشاهد أربع ساعات في اليوم الواحد. ها هو معالي وزير الاتصالات مشكورا يضع حدّا لهذا الضجيج الصاخب دوما ويدقّق مواعيده بكل دقة وبالدقيقة. فآه لو يتبعه معالي وزير الثقافة والمحافظة على التراث، ويضع حدّا بدوره لهذا الاشهار الذي شهّر بموروثنا اللغوي ودنّس اللهجة وشرذمها بين عربية نكرة عرجاء وأعجمية هجينة لقيطة، ولا هم يفرحون، ولا هم يحزنون. ثم آه وآه لو ينسج على منواله معالي وزير التربية، ويضع بدوره أيضا حدّا لهذا الاشهار الذي جعل من المدارس والمعاهد ورياض الأطفال والأقسام التحضيرية مرتعا له وهو يؤسس لناشئة تجمعها إشارة بأصبع شكلاطة، وتفرقها جبنة أو علبة مأكول أو مشروب. وهي طائرة بلا أجنحة فوق شجرة تثمر كل الغلال ولا وجود لها حتى في الجنة أو تحت شمس مربعة الشكل لا وجود لمثلها حتى في كل السماوات السبع. وذلك ثقب أوزون آخر في سماء التربية والتعليم ثم آه، وآه، وآه لو تجتمع كل فرق المراقبة الاقتصادية والصحية في حملة هي الاولى من نوعها وقد تكون تاريخية، وللتاريخ أيضا. وتضع حدا لكل إشهار لا ينطبق فيه الوصف عن الموصوف، ولا يشهر فيه الشاهر الفول بندقا والبصل تفاحا، والفأر أرنب والقرد غزالا حتى وإن كان «كل قرد في عين أبيه غزالا». وأكيد أن معالي وزير التجارة لا يرضى بالمعروض «قطوس في شكارة» الخطر لا يكمن في انسياب ماء الاشهار على بطيخ التلفزة وإنماء في «الفويت» التي يجري منها هذا الماء قطرة قطرة تحت أرجل المشاهدين. فاصل ثم نعود، ولكم سديد النظر.