لا أستغرب ممن يدعون ظهور السيدة مريم العذراء في سماء مصر مؤخرا في شكل حمامة من نور، ولا أستغرب ممن صدّقوا من يدعون ظهور السيد المسيح عليه السلام في القرن الافريقي يلقى بظلاله النورية على المفاوضات بين الحكومة والمتمردين من أجل السلام ولا أستغرب ممن يدعون زيارة المهدي المنتظر إلى سجناء «غوانتانامو». ولا أستغرب ممن يدعون رؤية روح الإمام الخميني ترفرف على منطقة الفكة وهي آخر ما تبقى لإيران أن «تفكّه» من العراق ولا من أولئك الذين يرون في حليب الناقة شفاء للحظ الراقد من نومه الدائم. ولا أستغرب ممن يرون في أن من أكل في صغره قلب الذئب يصبح الناس جميعا أمامه نعاجا عند الكبر. ولا ولن أستغرب ممن يبيعون القرد غزالا بالمزاد العلني. ولا أستغرب ممن مات بسكتة قلبية على هزيمة ناقته في سباق الهجّن. ولا ممن باع وطنا واشترى غانية وعاش في ضيافة «ماك دونالد» بقدر استغرابي ممن يأكلون الدنيا ويتسحرون بالآخرة إلى حد البطنة حتى إذا سألتهم قلبوا «الفيستة» وأقسموا لك بأن الدنيا «ماكلة كبّوط» عجّة بالمخ. في هذا الزمن الذي أصبحت فيه الأمخاخ صالحة للعجة.