انتقد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية أمس خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الأممالمتحدة مؤكدا رفضه للرؤية الأمريكية التي تتناول الدولة الفلسطينية «بشكل هلامي» وذلك في وقت تمارس واشنطن ضغوطا هائلة على الدول العربية للتطبيع مع اسرائيل، وفق ما كشفه مسؤول أمريكي.. وقال هنية خلال خطبة ألقاها في المسجد الغربي بمخيم الشاطئ للاجئين: «لقد تابعنا خطاب الرئيس الأمريكي الذي تناول فيه الوضع الفلسطيني وما يسمّى مفاوضات التسوية والرؤية الأمريكية لطبيعة الحل على مستوى الصراع مع الاحتلال الصهيوني ولا يمكن أن نتعاطى مع هذا الفهم ولا مع هذا العرض الأمريكي». رفض فلسطيني وأضاف «نعرب عن رفضنا لهذا المفهوم السياسي الذي تناول الدولة الفلسطينية تناولا هلاميا مقابل تحديد لدولة اسرائيل يهودية على أرض الفلسطينيين وتحت هوية الدولة اليهودية. واعتبر أن الحديث عن يهودية الدولة يعني إسقاط حقّ العودة وأن الفلسطينيين الذين يعيشون داخل خط 48 أصبح مستقبلهم مجهولا». وتابع «لفت انتباهنا في خطابه تمنياته أن يكون للفلسطينيين دولة وأن يكون لهذه الدولة ممثل العام القادم لمثل هذه الاجتماعات لكن الرئيس الأمريكي لم يتحدث عن طبيعة الدولة ولا حدودها ولا عاصمتها ولا مقومات السيادة والاستقلال الحقيقي لهذه الدولة. وكان أوباما قد قال أول أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «حين نعود الى هنا العام القادم سيكون لدينا اتفاق» يؤدي الي استقبال عضو جديد في الأممالمتحدة هو دولة فلسطين مستقلة تعيش في سلام مع اسرائيل.. وقال هنية ان الحديث عن الدولة الفلسطينية من قبل الادارة الأمريكية وغيرها متواصل لا يتوقف لكن هل يقصدون هذه الدولة أن تكون على كامل التراب الفلسطيني والقدس عاصمة لهذه الدولة وإنهاء وتفكيك المستوطنات.. وأضاف «إن كل هذه القضايا لا يتناولونها على الاطلاق وربما يرغبون في دولة قزمة دولة بلا سيادة ولا استقلال حقيقي».. تصرّفات غير مسموحة في هذه الأثناء اعتبر نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الاستراتيجية بين رودز انه من الضروري عدم السماح بالتصرّفات التي تشكّك في شرعية اسرائيل.. وقال «إن على الدول العربية أيضا أن تدعم السلطة الفلسطينية مشيرا الى أن قرار أوباما جعل السلام في الشرق الأوسط محور خطابه أمام الأممالمتحدة يأتي ضمن سعي الرئيس الأمريكي الى إقناع العالم بلعب دور لدعم الاسرائيليين والفلسطينيين». وأضاف «نحن نرى إمكانية تحقيق تقدّم رائع في المفاوضات.. والرئيس الأمريكي يريد أن ينتهز هذه الفرصة لإعادة رفع أهمية هذه القضية». من جانبه حذّر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مجدّدا أمس من أن المفاوضات مع اسرائيل ستعلّق إذا استأنفت تل أبيب الاستيطان في الضفة الغربية بعد انقضاء فترة التجميد المؤقت لها خلال يومين.