حذّر مصدر سياسي اوروبي من تعمد الادارة الامريكية اشعال الوضع في مدينة النجف العراقية لاجبار مجلس الامني الدولي علي اتخاذ قرار عاجل بارسال قوات الى العراق لانقاذ الوضع. ونقلت صحيفة «الوطن» السعودية عن المصدر ذاته تقديره ان امريكا تريد بهذه الطريقة انقاذ نفسها من المأزق الذي تردّت فيه. وقبل ان يعلن الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر أمس استعداده للموافقة على تدخل قوات أممية على حد قول مساعده لاحظت الصحيفة السعودية نقلا عن نفس المصدر غير المحدد ان امريكا هي التي بدأت بقطع الهدنة التي استمرت أكثر من شهرين مع مقتدى الصدر حيث صدرت الاوامر بقتل واعتقال العشرات من المقربين من الصدر. حريق متعمد وأوضح نفس المصدر ان تعمّد أمريكا اشعال الموقف في النجف جاء بعد اقناع المرجع الشيعي علي السيستاني بمغادرة العراق آملا ان تنجح القوات الامريكية في القضاء على الصدر قبل ان تأتي أي قوات دولية. وبيّن المصدر أن الاوضاع في النجف لا تبشر بأي هدنة حيث ان الصدر يسعى لتحقيق مكانة عالية في السياسة العراقية بأي شكل من الاشكال وهو يغامر ضد أمريكا ويجمع حوله عشرات الآلاف من الشبان المتحمسين المستعدين للتضحية بأي شيء لتحقيق أمل الانتصار. ولاحظ ذات المصدر ان المناطق المحيطة بمرقد الامام علي لا تزال تحت سيطرة انصار الصدر وكذلك الاحياء الشعبية في بغداد وان القوات الامريكية لا تجرؤ على الاقتراب رغم اسقاطها عشرات القتلى من أنصار الصدر. بالون اختبار ورغم الحدة الظاهرة للصراع الا ان بعض المراقبين رأى ان ما يحدث يمكن ان يكون مجرد بالون اختبار من مقتدى الصدر الذي يريد ان يتحقق من نية واشنطن تجاهه. وحسب المصدر نفسه فان امريكا ستختلق الاسباب (الأمنية) للابقاء على الحكومة الانتقالية الحالية وارجاء الانتخابات وذلك باعتبار ان الحكومة الانتقالية ليس لها أي نفوذ وان مقاليد الامور بيد الامريكيين. وذكر المصدر بأن الحكومة العراقية الانتقالية ليس لها اي نفوذ في المناطق السنية واذا ما خسرت في بالون الاختبار الذي يطلقه الصدر فان الصدام بين الطوائف سيزداد اشتعالا وسيكون ذلك من صالح امريكا. وأشار المصدر الى أن الوضع في العراق شبيه بالوضع في أفغانستان التي لا تسيطر فيها حكومة قرضاوي الا على جزء صغير في البلاد. وأكد المصدر انه ليس امام أمريكا والحكومة العراقية الا العودة للحديث عن هدنة مجددا والبحث عن ايجاد خط سياسي للتحدث من خلاله مع الصدر وتقديم وعود سياسية له واقناعه بالمشاركة السياسية.