قالت مصادر عراقية امس ان «انفجار» مدينة الصدر في ضواحي بغداد كان منتظرا بما ان قوات الاحتلال الامريكي وضعت خطة لمهاجمة معاقل جيش المهدي بقيادة الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر. ولاحظت المصادر ذاتها ان الامريكان الذين هاجموا انصار الصدر في النجف في اوت الماضي انتقلوا الى مدينة الصدر التي «يحكمها» مقاتلو جيش المهدي.. ويقوم المقاتلون الشيعة في مدينة الصدر بتنظيم حركة المرور في النهار لكنهم ينتقلون في الليل الى قتال الامريكان. حرب الليل والنهار وقالت المصادر العراقية ان الامريكان سئموا من هذا الوضع وهم يعرفون ان «المتطوعين» للقيام بدور شرطة المرور في مدينة الصدر في النهار هم انفسهم على الارجح الذين يحملون السلاح في الليل ويحاربونهم. وقد اظهرت مواجهات النجف في اوت الماضي ان مقاتلي جيش المهدي يشتغلون في النهار في مهن مختلفة ويحملون السلاح في الليل او في الليل والنهار اثناء المواجهات الكبرى. وفي مدينة الصدر التي قد تعرف عدة ايام متفجرة كما حصل في النجف انضم مقاتلو جيش المهدي المتخفون الى المعركة التي ستطول حسب المصادر العراقية وقبل انفجار الوضع في مدينة الصدر كان بامكان الجميع تقريبا سماع او قراءة شعارات لأنصار الصدر مثل: «الألغام تصيح اين الامريكيين» او «عبأنا اسلحتنا يا ابي السيد» في اشارة الى مقتدى الصدر ابن الإمام آية الله محمد صادق الصدر الى قتل عام 1999». معركة الصدر لكن اين الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر من كل هذه التطوّرات؟ وللاجابة يقول خبراء ان الصدر يواصل عملية تحدي القوات الامريكية وهي العملية التي تدعم شعبيته وتوفر له امكانية اقتحام الحلبة السياسية.. وأكد خبراء عراقيون ان الصدر يبدو عند هذا المستوى مصمما على الاحتفاظ بسلاحه (وسلاح انصاره) للدخول الى الحلبة السياسية ولا يبدو مستعدا لنزع اسلحته.. وحسب المصادر ذاتها... فإن هذا الوضع لا يسمح الا بتواصل القتال بين انصار الصدر وقوات الاحتلال ربما في انتظار محادثات جديدة تفضي الى هدنة اخرى كما حصل في النجف. لكن في الاثناء ستكون هناك اشياء كثيرة قد تغيّرت.. وقد ضعف الصدر عسكريا في مدينة النجف بالرغم من ان حركته تدرك ان قوتها في البندقية وحسب الخبير المتخصص في العراق جوان كارلوس من جامعة ميتشغان الامريكية فإن الصدر تعلّم في تمرد النجف دراسا صعبا هو انه عندما يتحدى الامريكيين يتعرض رجاله للقتل.. لكن الصدر عاد لتحدي الامريكيين في مدينة الصدر هذه المرة.