اعلنت الحكومة العراقية المؤقتة امس هدنة لمدة يوم في النجف تزامنا مع وصول المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني في مبادرة تهدف الى انقاذ المدينة من حمام الدم. وجاء اعلان الهدنة غداة قصف غير مسبوق تعرضت له المدينة من قبل القوات الامريكية فيما اعترفت شرطة علاوي من جانبها بتكبد خسائرفادحة في الارواح والعتاد خلال معركتها مع جيش المهدي. وقد عاد الهدوء نسبيا صباح امس الى مدينة النجف التي وصلها المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني مع حشود ضخمة من العراقيين في محاولة من جانبه لوقف المعارك التي تشهدها المدينة منذ اكثر من ثلاثة اسابيع والتي سقط خلالها عشرات الشهداء والجرحى العراقيين. هدنة... في النجف وقال رئيس الوزراء العراقي المعين اياد علاوي امس ان حكومته اصدرت اوامر بوقف العمليات العسكرية لمدة 24 ساعة في النجف للسماح باجراء محادثات بهدف انهاء المعارك الدائرة في المدينة. واضاف علاوي في بيان له ان هذه الاوامر اتخذت توافقا مع وصول آية الله علي السيستاني الى النجف ودعواته السلمية لإنهاء انتفاضة ميليشيا جيش المهدي الموالية للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر. وتابع قائلا في هذا الصدد تزامنا مع وصول السيستاني الى المدينة وكذلك استجابة مقتدى الصدر ومن خلال مساعديه بأنه سوف يتبع الحلول التي سيعرضها السيستاني من اجل احلال السلام في المدينة. لكن علاوي اشار الى ان دعوته هذه لا تعبّر عن ضعف حكومته في مواجهة ما وصفه ب «التمرّد». وقال ان الحكومة كانت ولاتزال قادرة ومتمكنة منذ البداية لوضع حدّ ل «التمرد» وانهاء النزاع بالحسم العسكري ولكننا اخذنا طريق حقن الدماء واطلقنا نداءات السلام على حد قوله. واضاف: نحن متطلعون الى الشروط التي سيعضها السيستاني آملين التزام الصدر وجماعته بها حتى لا نضطر الى اللجوء الى الحل العسكري داخل الصحن الحيدري... لكن علاوي حذر في المقابل من ان صبر حكومته يوشك على النفاد وقد اعلن الجيش الامريكي امس من جانبه تعليق عملياته بالنجف بصفة مؤقتة تزامنا مع وصول السيستاني الذي بدأ امس في التفاوض مع الصدر لإنهاء القتال في المدينة. وقال حامد الخفاف، مساعد السيستاني من جهته ان الاتصالات قد بدأت مع الصدر معربا عن امله في ان تكلل هذه المفاوضات بتخليص المدينة من الدمار والدماء.. لكن الصدر اشترط امس خروج الامريكيين لإلقاء السلاح. قصف... وخسائر وجاءت هذه الهدنة والمفاوضات مع الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر غداة غارات وحشية شنها الطيران الحربي الامريكي على المدينة مما اوقع اضرارا جسيمة.. ولم تعلن جهات رسمية عن عدد الضحايا في هذا القصف غير المسبوق الذي استخدمت فيه ايضا المدفعية الثقيلة لكن مصادر صحفية متطابقة تحدثت عن وقوع اصابات عديدة في صفوف العراقيين اضافة الى تدمير عدد من المباني.. كما اسفر هذا القصف عن احراق عديد البنايات فيما شوهد الدخان يتصاعد من مختلف انحاء المدينة. وأعلنت شرطة علاوي ان معارك عنيفة دارت بينها وبين انصار الصدر في ازقة النجف الليلة قبل الماضية بينما كانت المدينة تتعرض في نفس الوقت للقصف.. وقال قائد شرطة النجف في مقابلة مع «العربية» ان جيش المهدي اوقع خسائر جسيمة في صفوف عناصر الشرطة العراقية. ولم يفصح المصدر عن عدد معيّن للقتلى والجرحى في صفوف «جماعته» لكنه اعترف بأن الخسائر كانت كبيرة في الارواح والعتاد.