الكتاب عبارة عن تجربة شخصية في ادارة المعاهد الثانوية أبان فيها صاحبها تفاصيل كثيرة لها مساس بالعمل التربوي انطلاقا من ادارته لمعهدين اثنين، معهد 18 جانفي 1952 بجبنيانة ومعهد محمد علي بصفاقس. تصدرت الكتاب مقدمة تحدثت عن أهمية العمل التربوي وعن الابعاد التي يجب أن يعمل فيها المدير في تعامله مع رجال التربية وعن الروافد التي يمكن أن تدعم العمل التربوي. ويقول الباحث في ذات المقدمة».... لكل هذا الايمان بقيمه العمل التربوي كان هذا الكتاب مساهمة مني في دفع العمل التربوي منطلقا من تجاربي الثرية والطويلة في ادارة المعاهد الثانوية...» ويضيف «... لقد اخترت أن يحتوي هذا الكتاب على وقائع مادية وتطبيقات عملية بعيدا عن التنظير الاجوف... فاخترت ان أتكلم في تجربتين اثنتين... امتازت الاولى (أي بمعهد 18 جانفي 1952 بجبنيانة) في مجملها باعادة تأهيل المعهد وقد تفشى فيه الفكر المتطرف الى حد المغالاة من جميع من يؤمه، فتردت النتائج وكثرت الاحتجاجات والاضرابات واستغلها بعضهم وسيلة ضغط سياسي لقضاء مآرب خاصة أو لتصفية حسابات شخصية، وامتازت التجربة الثانية بمعهد محمد علي بصفاقس بمواصلة ارساء ما أنجز وتدعيمه للبلوغ به حد الامتياز...» اذن انطلاقا من هذين التجربتين تحدث الباحث عن العمل التربوي. في التجربة الاولى أي في معهد 18 جانفي 1952 بجبنيانة تحدث عما أسماه اللقاءات الاولى مع أساتذة المعهد ومع معتمد جبنيانة وأثار بعض المشاكل المتعلقة بالعمل التربوي كتلك التي تمس المبيت أساسا باعتباره واقعا متغيرا، ثم تطرق الى العراقيل والصعوبات التي اعترضته على صعيد ادارة المعهد سواء كان ذلك مع التلاميذ أو مع الاداريين وغيرهم من الاطراف الاخرى. انطلاقا من التجربة الثانية بمعهد محمد علي بصفاقس تحدث صاحب الكتاب عما أسماه الظروف الموضوعية في نقلته الى هذا المعهد وأبرز حقيقة هذه النقلة وعما ضخه من نفس جديد بالمعهد وعن ظروف متابعة الحياة المدرسية وتحدث عن الجمود الذي لاحظه في المؤسسة التربوية على صعد مختلفة وتحدث في خاتمة هذه التجربة الثانية عن بعض ما نقص من هذا المجهود التربوي. وانتهى الكتاب بخاتمة عامة قدم فيها مؤلف الكتاب بعض المقترحات العملية انطلاقا من تجربته حتى يتسنى النهوض بالعمل التربوي، وبما أسماه هوامش العمل التي تضمنت جملة من الوثائق المصورة والخطية والتي لها صلة بالتجربتين المتحدث عنهما في الكتاب.