شبّه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الأوضاع الحاصلة في باكستان ب«السرطان» الذي قد ينتقل الى أفغانستان المجاورة في حال عدم القضاء عليه، داعيا اسلام أباد الى الحيلولة دون «تغوّل» نفوذ الجماعات الاسلامية في باكستان ومحذرا إياها من شنّ عمليات عسكرية ضدّ مواقع «طالبان» على أراضيها. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن أوباما أرسل مستشاره للأمن القومي الجنرال جيمس جونز ومدير المخابرات ليون بانيتا، مؤخرا، الى باكستان لعقد سلسلة من الاجتماعات العاجلة والسرية، وقد تضمّنت تهديدات لحكومة إسلام أباد بتنفيذ القوات الأمريكية عمليات عسكرية موسّعة ضد المسلحين في باكستان، ما لم تتخذ الأخيرة الترتيبات والاجراءات اللازمة لتحجيم نفوذ «طالبان». ونقلت الصحيفة عن الرئيس الأمريكي تهديده في أكثر من مناسبة بأنه لن يكون هناك تسامح مع ما أسماه «الملاذات الآمنة» لمقاتلي «القاعدة» و«طالبان» على أرض باكستان. ونسبت الى مصادر حكومية رفيعة المستوى اعتقادها بأمن المصالح الأمريكية الحقيقية تكمن في باكستان. وأوضحت أن الادارة الأمريكية اشترطت على الحكومة 4 أمور وصفتها بالملحّة أمنيا واستخباراتيا وهي: المشاركة الأمريكية الكاملة في المعلومات الاستخباراتية، التعاون بصورة أوثق في محاربة الإرهاب: الموافقة السريعة على تأشيرات الدخول للأفراد الأمريكيين الى الأراضي الباكستانية والقدرة على النفاذ الى بيانات المسافرين عبر الجوّ. وأماطت اللثام عن خطة جهزتها ادارة أوباما للسيطرة على «مراكز» نفوذ الحركات المسلحة تقضي بتدمير أكثر من 150 موقعا عسكريا في البلاد، بذريعة أنها تمثل «خلايا حية للحركات الاسلامية». وأكدت أن هذه الخطة الحساسة والخطيرة تأتي في إطار معاقبة السلطات الباكستانية إذا لم تتجاوب مع المطالب الأمريكية كاملة.