لقي عشرات الأشخاص مصرعهم أمس، بينهم 11 جنديّا باكستانيا و24 مسلحا على الأقل في معارك في منطقة قبلية شمال غرب باكستان.. إثر هجوم شنّه نحو 150 مسلحا على خمسة مراكز لحرس الحدود. وأعلن مسؤولون باكستانيون أنّ 150 مسلحا هاجموا خمس نقاط تفتيش عسكرية في المنطقة وأنّ القتال وقع في منطقة موهماند القبلية. وحسب بيان للجيش الباكستاني، فإن 3 جنود قُتلوا وأصيب 3 آخرون بجروح في الهجوم. اشتباكات وفي المقابل أكد متحدث باسم المسلحين وقوع الاشتباكات لكنه اختلف مع التقديرات الرسمية للخسائر في صفوف الجيش الباكستاني قائلا إن اثنين فقط من المسلحين قتلا وأصيب ثلاثة آخرون بجروح وإن المسلحين قتلوا 11 جنديا على الأقل. والمناطق القبلية في شمال غرب باكستان هي معقل متمردي «طالبان» الباكستانيين وأحد أبرز مناطق نفوذ حلفائهم من تنظيم القاعدة، وقاعدة خلفية لطالبان الافغان الذين يخوضون قتالا مع القوات الافغانية وحلف شمال الاطلسي على الطرف الآخر من الحدود. وتؤوي المنطقة خصوصا مقاتلين من حركة طالبان باكستان التي اعلنت في صيف 2007 قتال حكومة اسلام اباد لأنها تدعم «الحرب على الارهاب» التي تشنها الولاياتالمتحدة. وحركة «طالبان باكستان» وحلفاؤها مسؤولة عن اكثر من 420 اعتداء كان معظمهاانتحاريا واسفرت عن حوالي أربعة الاف قتيل في كل انحاء باكستان في السنوات الثلاث الاخيرة. إنذار باكستاني في الأثناء أعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الباكستانية عبد الباسط أمس أن بلاده لن تسمح للقوات الامريكية المرابطة في افغانستان ابدا باجراء اي نوع من العمليات العسكرية البرية على اراضيها. وشدد عبد الباسط على أن «صلاحيات القوات الامريكية وقوات دول «الناتو» الحليفة لها يجب ألا تتخطى حدود أفغانستان»، مضيفا ان باكستان نفسها ستقوم باتخاذ قرارات حول مكان وموعد اجراء عمليات لمكافحة الارهاب. وقال المسؤول الباكستاني «اننا حذرنا شركاءنا الامريكيين من أن هناك «خطوط حمراء» يجب عليها ألا تتعداها ابدا، فإن الادارة الامريكية تعرف ما هي هذه القيود». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» افادت في عددها الصادر يوم 21 ديسمبر الجاري بأن القيادة العسكرية الأمريكية في أفغانستان تدرس احتمال اجراء غارات وعمليات خاصة لمكافحة الارهاب في الشريط القبلي الباكستاني الذي يتمركز فيه مقاتلو حركة «طالبان». واشارت الصحيفة الى ان «قيادة القوات الامريكية في أفغانستان تعتبر الغارات على الاراضي الباكستانية احدى مقومات الاستراتيجية الاكثر فعالية لمواجهة المسلحين»، كما ان من شأن هذه الغارات ان تتيح الحصول على معلومات استخباراتية مهمة، حسب اعتقادها.